العصر العثمانى حيث شملت المسجد كله ما عدا الحجرة الشريفة والمحاريب الثلاثة والمنبر والمنارة الرئيسية.
... وقد استغرق فترة البناء والتعمير اثنتى عشرة سنة، فقد بدئ العمل من عام 1265 هـ-1277 هـ، 1848 - 1861 م، وكان المسجد قبل تلك العمارة على بناء المرحوم الملك قايتباى من ملوك مصر المحروسة (1).
سبب العمارة
... يقول على بن موسى: إن إحدى قباب المسجد قد سقطت على بعض زوار الرسول - صلى الله عليه وسلم - سنة 1265 هـ - 1848 م، فقضت عليهم، فرفعوا الأمر إلى المرحوم السلطان عبد المجيد خان أمير المؤمنين في ذلك الوقت، فأخذ في أسباب تجديد الحرم الشريف بتمامه (2) وعين المهندسين والمأمورين والمعلمين والحجارين، وبعث معهم المهمات اللازمة والنقود الكافية وأراد المهندسون أن يغيروا أماكن الاسطوانات عما كانت عليه زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فعارضهم في ذلك وجوه الناس في المدينة حذرا من ضياع الآثار واندسارها، فتركوا ذلك وعدلوا عنه.
... وبدأوا في العمل من الجهة الشرقية، وزادوا في هذه الجهة من المنارة الرئيسية إلى جدران مخزن الأغواث إلى جهة الشرق أربعة أرذع بذراع العمل _ أى ما يعادل 2.63 م والغرض من ذلك توسيع المساحة المقصورة والجدار الشرقى الذى به باب جبريل وباب النساء كذلك وسعوا من جهة الشمال بقدر ما أقيمت فيه مكاتب -كتاتيب- عرف باسم المكاتب المجيدية، وكذلك أضافوا إلى هذه التوسعة جزءا من ميضأة الأغواث التى كانت تقع في الشمال وكان بابها من داخل الحرم، ولم يزيدوا شيئا في الحرم سوى ذلك، وأما الأساطين فأعادوها في مواضعها الأولى من غير تغيير (3) وفى قول آخر لعلي بن موسى أن الزيادة في الجهة الشرقية كانت خمسة أذرع.
__________
(1) وصف المدينة المنورة لعلى بن موسى رسالة ضمن رسائل في تاريخ المدينة تحقيق حمد جاسر ص 57،58.
(2) وصف المدينة ص 57،58.
(3) المصدر السابق.