كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

باب عبد المجيد - ومنه إلى جهة الشرق - أى إلى المنارة السليمانية - فكان مفروشا بالحجر الأحمر (1).
وكان سطح المسجد كله قد غطى بدلا من السقف العادى، وقد لبست القباب بألواح الرصاص حتى لا يتأثر السقف بماء المطر، وليسهل جريان الماء، وكان ارتفاع السقف من داخل الحرم على سمت واحد، وأما من فوق السقف فكانت القباب متفاوتة، أعلاها القبة التى فوق القبر، ثم تليها قبة المحراب العثمانى، ثم قبة باب السلام، وباقى القباب على ارتفاع واحد (19).
وبعض هذه القباب كانت لها شبابيك ذات زجاج ملون، ومركب لها سلك يمنع دخول ماء المطر، والغبار، وبعضها لم يكن له شبابيك، وكلها مبنية بالطوب المربع والنورة الاصفية، والطين الحلو المصفى (19).
وفى داخل القباب نقشت نقوش بديعة، وكتبت آيات قرآنية بالخط الثلث الجميل؛ كذلك كتبت أبيات من بردة البوصيرى، وأما قباب المؤخرة فكانت نقوشا ولا كتابة فيها (1) وهذه القباب قد أزيلت في التوسعة السعودية.
وكان جدار القبلة ملبسا بالصينى الملون (البورسلان) أو القيشانى، وقد كتب عليه أربعة أسطر بالخط الثلث - الإسلامبولى - ثلاثة منها آيات من القرآن الكريم من سورة آل عمران والتوبة (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) والسطر الرابع كتب فيه أسماء وصفات -النبى - صلى الله عليه وسلم - وعددها مائتان وواحد (1) كذلك كتب في بعضها قصيدة شعرية. والكتابة التى على جدار القبة كتبت بماء الذهب، وأما التى في القباب فكانت بالكتابة البيضاء، وكلها بخط الخطاط عبد الله أفندى زهدى (2) وكان الخطاط يتقاضى راتبا شهريا ذكره على بن موسى وقدره بسبعة آلاف وخمسمائة قرش - أى ما يساوى 75 جنيها مصريا - وأعتقد أن هذا المبلغ مبالغ فيه، وبخاصة إذا عرفنا أن الكتابة قد استمرت عشر سنوات كما ذكر البتونى، أو ثلاث سنوات كما ذكر الأستاذ صالح مصطفى (3).
__________
(1) وصف المدينة ص 59.

الصفحة 162