كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

المحاريب
كان في المسجد الشريف ثلاثة محاريب أحدها المحراب النبوى، وعندما أقول المحراب النبوى لا أعنى أنه كان هناك محراب مجوف بهذه الصفة في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكن المقصود هو المحراب الذى أقيم حيث كان رسول الله يقف للصلاة بأصحابه، وهو الذى في الروضة الشريفة، وفى ظهر هذا المحراب من جهة الغرب تقع الأسطوانة المخلقة، وهى التى في المكان الذى يصلى اليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - (4).
والذى يصلى إلى هذا المحراب الآن -كما يقول على بن موسى- يضع جبهته في محل جلوس الحضرة الشريفة، والمقتدى بالإمام الذى يصلى في هذا المحراب، ويكون في الصف الأمامى خلف الإمام يكون في موقف الصديق الأعظم رضى الله عنه (1).
وأما المحراب الثاني فهو المحراب الذى على حذاء المحراب النبوى إلى جهة القبلة، وهو المحراب المقام حيث كان سيدنا عثمان رضى الله عنه يصلى بالمسلمين، وذلك حين زاد في المسجد الزيادة الجنوبية- المعروفة بالمواجهة (23) - ولم يكن في عهد سيدنا عثمان محراب مجوف كذلك، لأن هذه المحاريب لم تعرف إلا في عهد الوليد بن عبد الملك كما قدمناه.
وأما المحراب الثالث ويقع خارج الروضة، غربى المنبر، على يمين المتجه الى فهو المحراب الذى أحدثه السلطان سليمان بن سليم المعروف بالقانونى سنة 948هـ / 1541 م وعرف بمحراب الحنفية (1).
وكانت الإمامة في الحرم للمالكية، فلما كان القرن السابع، وبواسطة بعض ملوك مصر عين إمام شافعي، وكان يصلى الصبح في العتمة قبل المالكية، وأما بقية الأوقات فكان الإمام المالكى يصلى أولا ثم يصلى بعده الإمام الشافعى، يقول على بن موسى: وفى زمننا بالعكس بسبب تخصيص المعاش، صار المتقدم والجماعة الكبرى للأحناف، ومن بعدهم الشافعى إلا في الصبح فالأول جماعة الشافعى، ثم المالكى، ثم الحنفى بإقامة مخصوصة (2).
__________
(1) المصدر السابق ص 60.
(2) مآة الحرمين جـ1 ص 465، 468، ابراهيم رفعت.
(3) البتونى الرحلة الحجازية ص 245، المدينة المنورة تطورها العمراني ص 96.
(4) وصف المدينة ص60.

الصفحة 163