كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

ويبدو أن المحراب النبوى والمحراب العثمانى على حالها منذ بناهما السلطان الأشرف قايتباى وأما المحراب السليمانى فهو من أعمال السلطان سليمان، لهذا يقول على بن موسى: والمحاريب اثنان على بناء المرحوم الملك الأشرف قايتباى، والسليمانى حدث بعده، وجميعهم لم يتغير منهم شئ، وإنما هو بماء الذهب، وعملوا في جوانبهم درجا من الصفر لقيادة الشمع الكبار (3).
... وكان في كل محراب شمعتان كبيرتان لا تغيران إلا كل سنة في ليلة النصف من شهر شعبان وشمعتان أخريان من الشمع الكافورى توقدان قبل إقامة الصلاة، وكان أكبر هذه الشمعات الشمعتين اللتين في المحراب النبوى (1).
... وكان لكل محراب شمعدنات توضع فيه الشموع ليضاء بها، فأما شمعدانات المحراب النبوى فكانت من الفضة هدية من السلطان مصطفى جان الغازى، والآخران كانا هدية من عم شاه العجم، وأما المحراب العثمانى والسليمانى فشمعداناتهم من الصفر -النحاس- لكل منهما اثنان من الكبار، واثنان من الصغار (2).
أبواب الحرم والمنبر والمنارات
... احتفظ الحرم بأبوابه الأربعة وهى: باب السلام، وباب الرحمة وهذان البابان يقعان غربى المسجد، وباب النساء وباب جبريل وهما يقعان شرقى المسجد، وأوسع هذه البواب وأجملها باب السلام، ولهذه الأبواب الأربعة مصاريع من خشب الجوز، ومنقوشة نقوشا بديعة بالنحاس الأصفر (3).
... وزاد السلطان عبد المجيد في عمارته بابا خامسا في شمال المسجد، وهو الباب المعروف بباب عبد المجيد (باب التوسل) (4).
... وأما المنبر فهو من الأشياء التى لم تغير في عمارة السلطان عبد المجيد، وهو من عهد السلطان مراد خان الثالث وهو مصنوع من الرخام البديع الصنع، وقد وضع
__________
(1) التحف اللطيفة ص 92.
(2) وصف المدينة ص60.
(3) المصدر السابق ص 61 والصقر هو النحاس ويقصد بقيادة الشمع إيقاده.

الصفحة 164