كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

بدون سقف، وبها مخازن الزيت والقناديل والحصر، وهى وهى المخازن التى بنيت بدل قبة الزيت.
... وجعلت أرضية المسجد كلها في منسوب واحد، وذلك بتسوية أرضية جناح القبلة التى كانت منخفضة عن بقية أرض المسجد، وعملت الأرضيات كلها بالرخام، وكذلك رخم النصف السفلى لحائط القبلة ونقشت القباب من الداخل بنقوش بديعة ذات ألوان جميلة، كذلك تم تذهيب المنبر والمحاريب الثلاثة (1) وكسيت قواعد الأعمدة بالنحاس الأصفر (2).
فرش المسجد والحجرة
... كان المسجد في فصل الصيف يفرش بالحصير الذى كان يجلب من مصر، وعدد الحصير أربعمائة حصيرة تأتى في كل عام، فيفرش المسجد، وما يزيد عن حاجته تفرش به بقية المساجد والزوايا، ويعطى منه لبعض الوجهاء، فاما في الشتاء فكان يفرش بالسجاد القطيفة الكبير المثمن - أى الثمين.
... وقد صنعت مفارش من القطن الأزرق في بلاد الهند بمعرفة رجل يعرف باسم عبد الواحد الميمنى تفرش فوق الحصير في فصل الصيف (3).
... وأما الحجرة الشريفة فقد حظيت بعناية جميع السلاطين منذ ولايتهم أمور المسلمين ففى عهد السلطان سليمان القانونى عملت وزرة على الحجرة النبوية، وأصلح رصاص القبة على القبر النبوى ووضع عليه هلال، وفى عهد السلطان أحمد الثالث أجريت إصلاحات في غرفة القبر النبوى، وفى عهد السلطان محمود الثاني هدمت القبة التى أقامها السلطان قايتباى، وذلك حين شوهدت شروخ بها وعملت قبة جديدة باشر العمل بها إبراهيم باشا بن محمد بن علي باشا والى مصر، وذلك حين كان إبراهيم باشا واليا على جدة ومحافظا على المدينة المنورة عام 1228هـ /1813م، وتلك القبة هى الموجودة حتى يومنا هذا.
... وأحب قبل أن اتكلم عن الحجرة أن أقول إن كلمة الحجرة إذا اطلقت فالمراد
__________
(1) المصدر السابق ص 96.
(2) مرآة الحرمين جـ1 ص51.
(3) وصف المدينة ص 65.

الصفحة 167