بها كل ما أحاطت به الشبكة الحديد المصبوغة باللون الأخضر من الشرق والغرب والشمال.
... أرسل إبراهيم باشا إلى السلطان محمود خان يستأذنه في بناء القبة فوق القبر الشريف، وكذلك في إعادة بناء قباب البقيع ومسجد المصلى، فلما جاءه الإذن بذلك بدأ في العمل فبنى غرفة من الخشب، ووضع لها سقفا من الخشب، ووضع عليه طبقة من اللَّبد (الصوف المتلبد) حتى لا يسقط شئ من التراب على القبر الشريف، ثم هدم القبة القديمة، وبناها بالطوب الكبير المربع، فبنيت في أسرع وقت على وضعها الحالى، وألبسها صفائح من الرصاص، ووضع فوقها العلم الذهب، ثم رفع الغرفة الخشبية، وجئ بالستائر المزركشة المكتوبة بالخط الجميل، وألبست للجدار الحائط بالقبة الأصلية التى على بيت السيدة عائشة رضى الله عنها وكتب اسمه واسم أبيه السلطان محمود في دائرة القبة الشريفة عام 1228هـ /1813م، ثم بنى قباب البقيع، وكتب اسمه واسم أبيه واسم السلطان محمود في قبة آل البيت رضى الله عنهم وأعاد إبراهيم باشا، الصينى (القيشانى) الأخضر الذى كان فوق القبة وركبه في بعض الأساطين، وفى جدار القبلة حتى لا يضيع.
... والمراقد الثلاثة الشريفة مسنمة بالرمل الأحمر، وعلى جدار عمر بن عبد العزيز ركبت الستائر الخضر المكتوب عليها بالحواشى، ولها حزام من القماش الثقيل الأحمر، وحولها ستار من الحديد الأخضر، وستائر كبار بصجق؟ من القصب معلقة من الخارج، وفوق القبة شبكة حديد تعلق بها الهدايا من الذهب والفضة والجواهر.
... والمكان الذى يدخل منه الأغواث إلى الحجرة مفروش بالرخام، ولا يدخلون غلا لحاجة ضرورية وبين بيت السيدة عائشة، وبيت السيدة فاطمة الزهراء شبك من الحديد فيه باب يدخل منه شيخ الحرم ونائبه لوضع الشمعدانين المصنوعين من الذهب، وفيهما الشمع، وذلك كل ليلة قبل المغرب بثلث ساعة، فأما شيخ الحرم فيضع الشمعدان عند الرأس الشريف، وأما نائبه فيضع الشمعدان عند قدميه - صلى الله عليه وسلم - وعند الوجه الشريف يوضع شمعدانان من الذهب كبيران مرصعان بالألماس، ويضاءان بالشمع الكافورى، وهما هدية السلطان عبد المجيد صاحب العمارة (1)
__________
(1) المصدر السابق بتصرف ص 66،67.