كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

للحجرة الشريفة بعد تلك الشمعدانات مائة قنديل بسلاسل ذهبية، وفى بيت السيدة فاطمة الزهراء شمعدانات من الفضة توضع عند التابوت، وبه أربعون قنديلا معلقة بسلاسل الذهب وكسوة التابوت مثل كسوة الحجرة الشريفة، وللتابوت الذى بغرفة السيدة فاطمة أربعة أركان لكل ركن منها علم من ذهب، وهذه الأعلام هدية من والدة السلطان عبد العزيز خان، ولكل علم هلال من الجواهر، ويوضع فوق كسوة التابوت شيلان كشميريه، وبعضها مشغول بالقصب، وهذه الكسوة تغير دائما (1).
... هذا هو وصف الحجرة ومحتوياتها في غير شهر رمضان، فأما في رمضان فيزداد على ذلك عشرون شمعدانا بها عشرون شمعة من الشمع الكبير، وهذه هدية عباس بك والى مصر، الذى أرسل الأشجار الفضة الكبار، والنخلات البلور، والشجرة البلور الكبيرة هدية الى الحرم (1).
... ويوجد محراب التهجد الذى كان يتهجد فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - داخل حجرة السيدة فاطمة ملاصقا للتابوت الموجود بالحجرة (2).
... وأما ستائر الحجرة التى كانت تعلق في شهر رجب كل عام، وكذلك في أيام موسم الحج من 20 ذى القعدة إلى 20 من شهر محرم فإنها من الأطلس الأخضر المزركش والمموه بالذهب، مكتوبة بأنواع الرسوم الغربية (2).
... وستائر الحجرة هذه وكذلك ستائر المحاريب الثلاثة، وطاقات جدار القبلة، وباب المنارة الرئيسية وطاقات الجدار الشرقى، وأبواب المسجد الخمسة كلها من جنس واحد، وهذه الستائر في غير شهر رجب وأيام الموسم تحفظ في دواليب داخل الحجرة المعطرة (2).
... وأما واجهة الحجرة وهى التى يقف عندها الزوار فمغطاة بشبك من النحاس الأصفر المتين عليها سلك ومن خارجها شبابيك ثانية من النحاس كذلك مكتوب
عليها (لا إله إلا الله الملك الحق المبين، سيدنا محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين)، ولهذه الشبابيك حلوق من فضة، وفيها الباب الصغير الذى لا يفتح
بسبب الشبابيك التى وراءه، وأعلى الباب من فضة مموه بالذهب، وأما الأبواب
__________
(2) وصف المدينة بتصرف ص 67.
(3) المصدر السابق ص 68.

الصفحة 169