الشرقية والغربية والشمالية فلها ضباب متعددة، ومفاتيحها كلها من فضة (1).
وفى حجرة السيدة فاطمة مجوهرات ثمينة يزين بها التابوت، يضعون كل شهر شيئا منها، ويرفعون ما قبله من الزينة وهكذا (1).
... ولا يدخل أحد الحجرة غير الأغواث في سائر الأوقات، ومن أراد الدخول يدخل مع الأغواث وقت اضاءة الشمعدانات - أى قبل المغرب بثلث ساعة - (1).
... ذكرنا من قبل أن الستار الأخضر كان يعلق على جدار عمر بن عبد العزيز المحيط بالقبة الشريفة المحيطة بالمراقد الثلاثة الشريفة التى ليس لها منفس إلا كوة صغيرة في أعلاها فوق القبر الشريف النبوى حتى لا يكون بين القبر الشريف وبين السماء حائل، وفوق هذه الكوة سلك خفيف يمنع سقوط الحمام في داخل القبة، ويحاذى هذه الكوة كوة في القبة الخضراء، إذا توسطت الشمس كبد السماء نفذت من هذه الكوة، ومنها نفذت إلى كوة القبر الشريف.
... وأما مطر فإنه يسقط دائما فوق القبر من الكوتين المذكورتين، ولا يعرف أحد ما بين الستائر والقبة إلا قدماء الأغواث، فإذا جاءت الكسوة المعطرة من طرف الدولة العلية العثمانية، وكانت ترسل إلى القبر الشريف كل ثلاثين أو أربعين سنة، دخل الأغواث لتعليقها، ولا يدخل منهم كبير السن، وتربط عيناه حتى لا يرى شيئا، فيضعون الستارة الجديدة فوق القديمة، ثم يفكون أزرار الستارة القديمة فتسقط.
... ثم ينزل هؤلاء الأغواث من درج في جهة الشمال بين القبر الشريف وجدار سيدنا عمر بن عبد العزيز الذى عليه الستار.
... ويستخرج الأغواث من الحجرة ترابا ناعما يتجمع من الغبار والأهوية على طول السنين الثلاثين أو الأربعين، ويسمون هذا التراب الجوهر الشريف، ويعطونه لزوار القبر من غير أهل المدينة للتبرك به، وتلك ولا شك بدعة وضلال.
... فأما الذين وكل اليهم تعليق الستارة الجديدة فإنهم يعتبرون ذلك شرفا عظيما حباهم الله به، ولهذا عندما يتم أحدهم مهمته، ويخرج يعتق من الرقيق ما يقدر
__________
(1) المصدر السابق.