وهو أنقى أنواع الماس كل قطعة مثل البندقة، وكلها مركبة على عامود بمقدار ذراع، وموضوعة تجاه الوجه الشريف، وقد كان من قبل يعرف محل الوجه النبوى الكريم بمسمار من الفضة في المقصورة المضروبة حول الحجرة، فحل الكوكب الدرى محل المسمار المذكور (1).
كلمة حق
... وأحب أن أنوه هنا إلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يرفض في حياته زخارف الدنيا وزينتها حتى انه غضب لما رأى السيدة أم سلمة _أم المؤمنين_ قد زينت حجرتها ولم يدخل بيت السيدة فاطمة حين رآها علقت ستائر على جدرانه، وقال في مثل هذا:
» إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين «، ولما فتحت الفتوح وجاءت الأموال لم يأخذ منها إلا قدر حاجته.
... لهذا فإن كل ما كان يجلب للحجرة الشريفة من أنواع الجواهر والذهب والفضة لم يكن يعجبه - صلى الله عليه وسلم - ولو كان حيا لرفضه ولك يقبله، وبخاصة وقد كان في المسلمين من يحتاجون إلى أقل القليل من هذه النفائس ليسدوا به جوعهم، ويستروا به عوراتهم.
... والحق الذى أدين الله به أن وضع هذه النفائس في القبور مهما كان أصحابها غير جائز شرعا، وكان الأولى أن يوضع في مصالح المسلمين العامة، ونكون حينئذ قد نهجنا نهج نبينا، وسرنا على درب أسلافنا ونزداد بذلك قربة عند ربنا، وحبا عند نبينا باتباع نهجه وطاعته: إن المحب لن يحب مطيع.
زيادة السلطان عبد المجيد ومساحة المسجد في عهده
... عرفنا أن السلطان _ رحمه الله _ قد زاد في المسجد من جهته الشرقية ما يساوى خمسة أذرع بقصد توسعة المسافة بين جدار الحجرة الشريفة وبين الجدار الشرقى وخمس الأذرع هذه تساوى 2.38 م وحيث أن المسافة من المئذنة الرئيسية إلى مخزن الأغواث المجاور لدكتهم (الصُفة) وهى طول الجهة التى زاد فيها السلطان
__________
(1) المصدر السابق ص 65، وقد نقل الكوكب الدرى مع بقية ذخائر الحجرة الى استنبول إبان الحرب العالمية
الأولى، ولم يعد شئ منها الى كتابة هذه السطور.