كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

القصواء ليكون مسجدا ومصلى، وطلب بنى النجار أوصياء اليتيمين، وثامنهم في ارضهم يشتريها منهم ليقيم عليها المسجد، ورفض الغلامان البيع، وقالا: نهبها لك يا رسول الله، وأبى - صلى الله عليه وسلم - أن يقبلها هبة حتى ابتاعها ودفع قيمتها عشرة دنانير من مال أبى بكر - رضى الله عنه - قال صاحب المواهب: ولما اراد - صلى الله عليه وسلم - بناء مسجده الشريف قال: يا بنى التجار ثامنونى بحائطكم؛ قالوا: لا نطلب ثمنه إلا الى الله، فأبى ذلك صلى الله عليه وسلم وابتاعها بعشرة دنانير أداها من مال ابى بكر ـ رضى الله عنه ـ (29).
وأخذ - صلى الله عليه وسلم - يستعد للبناء، فأمر بتسوية الأرض، فنبش ما بها من قبور وقطع النخيل، وعجن الطين، وضرب اللبن، وأحضر جذوع النخيل ليتخذ منها عمدا وأمر بالجريد ليسقف به.
... قال أنس: وكان أى المسجد ـ في مواضع نخل وخرب ومقابر مشركين، فأمر بالقبور فنبش واخرج منها العظام، وبالخرب فسويت، وبالنخيل فقطعت (1).
... وعن أم سلمة ـ رضى الله عنها ـ قالت: بنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجده، فضرب اللبن، وعجن الطين، وقرب ما يحتاجون اليه (2).
... قدم رجل من اهل اليمامة عند الشروع في بناء المسجد، يقال له طلق، من بنى حنيفة فَعَنه ـ رضى الله عنه ـ قال: (قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبنى مسجده والمسلمون يعملون معه فيه، وكنت صاحب علاج الطين، فأخذت المسحاة، وخلطت بها الطين، فقال لى ـ يعنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه وسلم -: رحم الله امرءا أحسن صنعته، قال لى: الزم أنت هذا الشغل فإنى اراك تحسنه وفي لفظ، إن هذا الحنفى لصاحب طين، وفي لفظ، قربوا اليمانى من الطين فانه احسنكم له مسكا، وأشدكم منكبا) (3).
__________
(1) المواهب اللدنية الجزء الأول ص 69. (3) المصدر نفسه ص 213 المطبعة السلفية.
(2) سمط النجوم العوالى الجزء الأول ص 312. (4) السيرة الحلبية الجزء الثاني ص 74 مطبعة مصطفى محمد.

الصفحة 18