كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

بإصلاح هذا الطيب معاتيق الأغوات من الجوارى ويجتمع لأجله وجوه نساء المدينة، ويعمل لذلك حفل كبير (1).
... وفى صباح ذلك اليوم تغسل الحجرة الشريفة، ويستخرج الصندل القديم بالكريك من الطاقة التى تحت الصندوق المركب بركن جدار سيدنا عمر بن عبد العزيز المعلق عليه الستر الكبير ويفرقونه ثم يدخلون الصندل بمراسيم مخصوصة الى الحجرة المعطرة، ولا يدخل به إلا شيخ الحرم ونائبه والخازندار وكبار الأغوات، ويضعونه عند جدار القبة الشريفة من جهة الرأس الشريف (57).
... وأما التعطير فإنه يكون في كل جمعة مرة، وله قدر معين من عطر الورد وماء الورد ويدخلونه به بعد صلاة المغرب، ومعهم مبخرة العود والعنبر ويعطرون الستار من جوانبه المختلفة (57).
... وأما الند الذى هو أشبه برائحة العنبر إذا فاح، وكذلك التبخير بالعود فإنه يكون في كل ليلة وفى صلاة الجمعة يوضه عودان من الند في المحراب، فإذا انتهت الصلاة يطفئ الإمام العودين، ويأخذ ما بقى منهما (57).
... وكل أنواع الطيب المذكورة يأتى من الأوقاف الهمايونية (السلطانية) من الآستانة (استنبول) إلا العود فإنه يشترى من جدة، وماء الورد يأتى به من الشام كل سنة في اوعية من النحاس.
خطبة الجمعة
... يأتى الخطيب يوم الجمعة، وهو يلبس فوق رأسه قاووقا، وقبل أن يرقى المنبر، يقف عند باب المنارة الرئيسية، ويستأذن المرقَّى، فيقف عند باب المواجهة الشريفة، ويقرأ سبع آيات من القرآن الكريم: خمسا أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - وواحدة أمام الصديق، وواحدة امام الفاروق ثم يقرأ قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبى الآية) ويتقدم ويزور.
... عندئذ يقوم المرقى - ـ وهو رئيس المحفل في المكبرية ـ ويصلى ويسلم حتى يرقى الخطيب المنبر، ثم يؤذن الأذان الثانى، ويقرأ حديث الإنصات، وهو (إذ قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت) ثم يجلس، ويبدأ الخطيب الخطبة.
__________
(1) المصدر السابق ص 74، 75.

الصفحة 180