كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

فإذا انتهى من الخطبة ونزل قاما الأغا الموكل بالمنبر، وأغلق بابه، وأرخى ستاره، حتى إذا تمت الصلاة، حضر السنجقدارـ وهو الموكل بأعلام المنبر وستائره وفرشه - ـ فينزل البيارق والستارة، ويجمع فرش الدرج، ويذهب بذلك كله إلى باب الحجرة هو ومن معه، ويأخذه بواب الحجرة ويضعه في موضعه بالحجرة الشريفة.
... وخوفا على الهدايا الثمينة التى تهدى للحرم الشريف من الجواهر والذهب والفضة وغيرها ترتب حراسة على الحرم، فيبيت في داخله اثنان من البوابين، وأربعة من الجنزية (الموكلين بالجنائز) وعشرة من البطالين (الشجعان) وجميع الملازمين من الأغواث ومعهم غلمانهم ومواليدهم، وهم نحو عشرين وجميعهم مسلحون، ولا يفتح الحرم إلا عند حضور المؤذن الرئيس كما قدمنا، فإذا صلى الامام الشافعى ثم صلى الإمام المالكى، ثم الإمام الحنفى فتحت الحجرة المعطرة، ودخل شيخ الحرم ونائبه لإطفاء القناديل وإخراج الشمعدانين الذهبيين اللذين يدخلانهما كل ليلة قبل الغروب.
... وعلى شيخ الحرم ونائبه والأغواث اللذين معهما أن يقفوا للدعاء عند تعمير قناديل الحجرة وكذلك يقفون للدعاء عند إسراجها، فإذا خرجوا من الحجرة، بدأ الأغواث في تعمير قناديل المسجد، وهم ينزلون القناديل ويعمِّرونها ويرفعونها إلى أماكنها بسرعة فائقة لا يقدر عليها غيرهم.
... والأغواث ينقسمون للقيام بهذا العمل قسمين: قسم يقال له (سندبيس) والآخر يقال له (مكاده) ولكل قسم منهم جهة محددة من الحرم وقت التعمير ووقت التسريج، بحيث لا يعتدى فريق على جهة الآخر (1).
... كان من عادة أهل المدينة في تلك الفترة من الزمان أن يحتفلوا بالمولد النبوى وليلة الإسراء والمعراج في داخل الحرم النبوى.
... كان من عادة أهل المدينة في تلك الفترة من ازمان أن يحتفلوا بالمولد النبوى وليلة الإسراء والمعراج في داخل الحرم النبوى.
... فأما المولد فكانوا يحتفلون به بعد طلوع شمس صبح اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام، والموظفون لقراءته أربعة من أئمة الحرم، ويجتمع الناس لذلك في صحن الحرم قبلى الحديقة التى في الصحن المذكور.
... فيصعد الأول على الكرسى الخاص بقراءة المولد، ويقرأ الحديث، ويدعو للسلطان، وينزل ثم يصعد الاثنى فيقرأ من المولد الولادة، ويدعو للسلطان،
__________
(1) يراجع في ذلك رسالة وصف المدينة ص 76، 77 وقد نقلته بتصرف وترتيب.

الصفحة 181