كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

وينزل، ثم يصعد الثالث ويقرأ الرضاع ثم يدعو للسلطان، وينزل، ثم يرقى الرابع، فيقرأ الهجرة ن ويدعو وينزل وبعد ذلك يوزع الشراب والحلوى على الحاضرين وينصرفون.
... وأما المعراج فيحتفل به في صحن المسجد كذلك، غير أنه يكون في الجهة الغربية من الحديقة ويكون بعد صلاة العصر في اليوم السادس والعشرين من شهر رجب من كل عام.
... ويشتد فيه زحام الناس أكثر من ازدحامهم في المولد النبوى، لأن الزوار يكثرون من مكة وجدة وينبع وغيرها من البوادى في شهر رجب.
.. ويقرأ قصة المعراج رجل واحد من بيت الخليفة العباسى، وتحيط به الجنود من كل جانب خوفا عليه من عوام الناس، حتى لا يمزقوا ثيابه إذا نزل للتبرك بها.
... وتقوم الخزينة السلطانية في احتفال المولد والمعراج بتقسيم شراب السكر في قوارير يبلغ عددها الألفين لأشخاص معلومين، يأخذ بعضهم قارورة، وبعضهم قارورتين وبعضهم ثلاث قوارير، وبعضهم اربع قوارير.
... وتربط أفواه القوارير بشاش نظيف جديد، ويكون الشراب مصبوغا باللون الأحمر وينقله السقاؤون إلى بيوت الذين يقسم عليهم.
... وأما شيخ الحرم ونائبه والأغواث والجنود، فترسل لهم قرب مملوءة بالشراب إلى بيوتهم وأما حاضرو الاحتفال بالمولد والمعراج فإنه ينصب لهم خيمة فيها جملة قرب مملوءة، فيملأون منها الكاسات، ويدور بها موظفو الحجرة الشريفة، ويسقون الوجهاء الحاضرين، ولا ترفع الخيمة إلا بعد تفرق الحاضرين (1).
من عادات أهل المدينة
... كان لأهل المدينة في تلك الفترة عادات وتقاليد سائدة لا يتخلون عنها قدمنا منها عادة الإفطار في رمضان، في الحرم الشريف ونقدم منها ما يأتى:
أ-رمى الحب: لقد اعتاد الناس في المدينة المنورة إذا كانت ليلة سبع وعشرين من شهر ذى القعدة من كل سنة أن يرموا بالحب قاصدين سداد الدين، ودفع الهم، والحب الذى يرميه الناس يكون من نصيب صاحب النوبة من الأغواث، وهو الذى
__________
(1) وصف المدينة المنورة ص 77،78.

الصفحة 182