يكون معه المفتاح في تلك الليلة ونهارها، وبعد أن يجمع الحب يعطى منه من يشاء، وينقل الباقى الى البيت.
... وصباح يوم رمى الحب يصعد الحكام والأغواث لكنس سطح الحرم بتمامه، وينثرون تمرا ودراهم على الواقفين في صحن المسجد.
... ب-التهنئة بالعيد:
.. جرت العادة أن يصلى الناس العيدين في الحرم برغم مخالفة ذلك لسنَّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد كان يصلى العيدين في الخلاء في المكان الذى فيه الآن مسجد المصلى (الغمامة) وبعد الانتهاء من الصلاة يزورون قبر الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه رضى الله عنهما ثم يخرجون من باب الجبر (باب جبريل) ويأخذون الريحان والجريد الأخضر، ويذهبون إلى البقيع لزيارة أمواتهم وأسلافهم، ومن في البقيع من آل البيت والصحابة.
فإذا انتهوا من زيارة البقيع توجهوا إلى بيوت أقاربهم وكذلك بيوت الحكام وذوى المناصب وتستمر المعايدة إلى غروب الشمس، وفى صباح اليوم الاثنى من ايام العيد إلى وقت العصر يذهب الناس محلة الساحة ومنها القلعة السلطانية لتهنئة أهلها بالعيد، واليوم الثالث يمون لأهل المناخة وباب المصرى إلى داخل المدينة.
... واما اليوم الرابع فإن الأغواث يزينون الدكة الرسمية الطائنة بحارتهم والتى يجلسون عليها دائما، ويلبسون أعمدتها وجدرانها أستار الحرير الأخضر المأخوذة من داخل شبكة الحجرة المعطرة ويلعب معاتيقهم ومواليدهم عندها بالسيف والدرق، والطياس تضرب لمن جاء لتهنئتهم بالعيد ويجلسون إلى وقت الظهر وقد لبسوا أجمل الملابس، وهذا اليوم هو يوم عيدهم، وعيد من يكون قريبا منهم ممن يكونون حول الحرم كأهل محلة ذروان، وديار العشرة، وجهة المديرية، وزقاق الحنابلة، وزقاق البدور، ودار الضيافة، وسقيفة رصاص، وزقاق الزردنى، وكل هذه الأماكن اندثرت الآن ودخل أكثرها في توسعة الحرم، وهذا اليوم الرابع هو آخر ايام العيد.
هذا كله بالنسبة لعيد الفطر، أما عيد الأضحى فيكون أغلب الناس في الحج، والذين لم يحجوا يصلون المشهد (العيد) ويذهبون إلى البقيع بعد الصلاة والسلام على رسول الله وصاحبيه، ثم يعايدون الحكام ويهنوئنهم بالعيد، ثم يذهب كل واحد إلى بيته ليذبح أضحيته، وليس في عيد الأضحى معايدة للحارات كما مر في عيد الفطر، وإنما يؤجلون التهنئة حتى يعود وفد الحجاج من مكة.