كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

وأما المهندسين الذين كانوا يباشرون العمل في المسجد النبوى فكانوا أربعة عشر مهندسا، وكان يعمل معهم في البناء ألف وخمسمائة عامل سعودى، علاوة على مائتى صانع فنى من الصمريين والسوريين والسودانيين والحضارمة واليمنيين والباكستانيين.
... كذلك أحضرت الحكومة كل ما يلزم لإنجاز المشروع من السيارات والآلات الثقيلة والخفيفة ونقلت بالبواخر مواد البناء اللاومة، وكان ميناء ينبع هو الذى يستقبل هذه البواخر التى بلغ عددها ما ينيف على ثلاثين باخرة وكان مجموع ما حملته من المواد أكثر من ثلاثين ألف طن ونقلت هذه المواد عن طريق البر بواسطة السيارات الكبيرة التى أعدت لذلك إلى مقر العمل بالمسجد النبوى الشريف.
وللمحافظة على سلامة السيارات، ,إمكان استمرار العمل بها، أقيم مصنع بالمدينة المنورة وعين فيه المهندسون والفنيون الذين يصلحون ما يطرأ من خلل أو خراب على السيارات والآلات العاملة في المشروع (1).
وتمتاز العمارة السعودية بأنها أقيمت على شكل هيكل من الخرسانة المسلحة مكون من أعمدة تحمل على رؤوسها عقودا مدببة، وأما السقف فقد قسم إلى مربعات على هيئة السقوف الخشبية وزخرفت بأنواع الزخارف المختلفة، وكانت تيجان الأعمدة من النحاس الأصفر المنقوش المفرغ بأنواع بديعة نت الزخرفة، وأما قواعد الأعمدة فقد كسيت بالرخام الأسمر المجزع، ودهنت الأعمدة باللون الأبيض الناصع، ويغلب على لون العمارة السعودية اللون الأبيض المطعم بقليل من اللونين الحمر والأسود.
وأما العمارة المجيدية الباقية إلى الآن، فيغلب عليها اللون الأحمر، وكانت تيجان الأعمدة مصنوعة ممن الحجر الأحمر المنقوشة بنقوش جميلة، وقواعد الأعمدة ملفوفة بأطواق من النحاس الأصفر فبدت جميلة الشكل بديعة المنظر.
وفى العمارة السعودية التى شملت النصف الشمالى من المسجد من جهاته
__________
(1) المصدر السابق.

الصفحة 188