كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ
فضائل المسجد النبوى الشريف وآداب الزيارة
... المسجد النبوى الشريف هو المسجد الثاني في الإسلام في الفضل وفي المنزلة عند الله ـ عز وجل ـ وفي الأجر للمصلين فيه والقاصدين له، فقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدى هذا، والمسجد الأقصى).
... وفي فضل الصلاة فيه قال - صلى الله عليه وسلم - (صلاة في مسجدى هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام) (1).
... ومن آداب زيارة المسجد النبوى الشريف أن يبدأ الزائر به للصلاة فيه قبل أن ينشغل بأمور الدنيا، فإذا توجه إليه فليمش وعليه السكينة والوقار، ولا يخل بشئ من آداب السير ولا يقتصر في واجب من الواجبات.
... وعند وصوله إلى المسجد، يدخل مقدما رجله اليمنى ويدعو بما ورد عند دخول بيوت الله: (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، باسم الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لى أبواب رحمتك) وليس لدخول الحرم دعاء خاص.
... فإن وجد في الروضة الشريفة محلا يمكنه الصلاة فيه صلى فيه ركعتين تحية المسجد فإذا لم يجد بها محلا فليصل في أي مكان من المسجد.
فإذا انتهى من تحية المسجد فليتوجه إلى الحجرة الشريفة ويقف مواجها لقبره عليه أفضل الصلاة والسلام مستدبرا القبلة ويسلم على رسول الله صلى الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول: (السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا خير خلق الله)، أو يقول مثل ذلك القول ثم يتحرك إلى اليمين قليلا بقدر خطوة، ويسلم على أبي بكر الصديق، ثم يتحرك خطوة أخرى إلى اليمين كذلك ويسلم على عمر الفاروق، رضى الله عنهما - وإن سلم على رسول الله صلى - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه رضى الله عنهما من أي مكان جاز، وبعد السلام يتوجه إلى القبلة فيجعل ظهره إلى الحجرة الشريفة أو يترك المكان لغيره من الزوار ويتجه إلى القبلة في أى مكان من المسجد ويدعو الله بما شاء من امور الدنيا والآخرة.
__________
(1) صحيح مسلم.
الصفحة 19
216