وهذه القباب التى سقف بها الحرم القديم مزينة من أعلاها ومن أسفلها بنقوش نباتية جميلة، وبين هذه النقوش حزام مطلى باللون الأبيض، ومكتوب في وسطه بالخط الثلث الجميل، وباللون الأسود سور من القرآن الكريم على النحو التالى:
فى الصف الأول من القباب، وهو الذى يلي القبلة مباشرة، كتيت ايات من سورة الأنعام وأما الصف الثاني فإن محل الكتابة مطموس بالأسود، وكانت أبياتا من بردة البوصيرى مما فيه استغاثة أو توسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو شئ يتعارض مع عقيدة السلف، ولهذا مُحيَ أثره.
... وفى الثالث والرابع والخامس كتبت سورة الكهف، وفى الصف السادس كتبت سورة المنافقون، وفى الصف السابع كتبت سورة المزمل، وفى الثامن سورة المدثر، وفى التاسع سورة يسن، وفى الصف العاشر سورة النجم، وفى الحادى عشر سورة مريم، وأما الصف الثاني عشر والأخير فقد كتبت فيه سورة محمد (القتال).
... كذلك اعاد الخطاطون طلاء الآيات القرآنية الموجودة في جدار القبلة بماء الذهب كما كانت وجدار القبلة قد حظى بعناية كبيرة منذ أن بنى الوليد بن عبد الملك المسجد سنة ثمان وثمانين من الهجرة فقد زخرف البناءون في عهده جدار القبلة بالفسيفساء التى جلبت من بلاد الروم، وأزر اسفله بالمرمر، وفى عهد المماليك زين الجدار القبلى بالمرمر والقيشانى، وزاد الاهتمام في العصر العثمانى فزين بالقيشانى والمرمر من أسفله ثم كتبت أسماء النبى - صلى الله عليه وسلم - وصفاته، ومن فوقها كتبت سورة الفتح ثم آيات من سورة التوبة، وفوق هذا كله آيات من سورة آل عمران.
... هذا في الجهة التى على يمين المتجه إلى المحراب، وأما الجهة التى على يسار المتجه الى المحراب فقد كتب عليها فوق الرخام والبورسلان (القيشانى) بقية اسماء النبى - صلى الله عليه وسلم - وصفاته، ومن فوقها بقية سورة الفتح، ثم ىيات من سورة البقرة وفوقها آيات من سورة الأحزاب، وقصيدة من الشعر.
... وفى بقية الجدار وهو الجزء الواقع شمال المئذنة الرئيسية، ومقابل مخزن الأغواث كتب عليه بقسة أسماء النبى وصفاته ثم الآية الكريمة (إن الله وملائكته يصلون على النبى ... ) ثم ىية من سورة النساء (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع