المنورة، ومدير الأوقاف بها لأن يقترح إنشاء مكتبة للحرم المدنى لتكون مرجعا لطلاب العلم.
... ورفع السيد عبيد مدنى اقتراحه للمسئولين فلم يترددوا في الموافقة عليه، ووضع المشروع موضع التنفيذ في فترة إدارته للأوقاف بالميدنة عام 1325هـ - 1933 م (1).
... وافتتحت المكتبة أول ما أنشئت في توسعة للسلطان عبد المجيد - أى في مؤخرة المسجد - في الجهة الشمالية الغربية للحرم على يسار الداخل من باب عمر رضى الله عنه في الطابق العلوى فلما كانت التوسعة السعودية، بنى لها قسم خاص من التوسعة في مكانها السابق فهى حتى الآن في الجهة الشمالية الغربية، وعليها لوحة كتب عليها: (وكالة الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين) وأسفل هذه العبارة وبخط كبير، وعلى اللوحة نفسها كتب (مكتبة الحرم النبوى).
... وهذه العبارة تدل على أن المكتبة تابعة لرئاسة شئون الحرمين، وليست تابعة لوزراة الأوقاف كما كانت من قبل.
... وأول من تولى إدارة هذه المكتبة الشيخ أحمد الخيارى، وهو من علماء المدينة وفقهائها وكان بيته مفتوحا للزوار يقصدونه للتمتع بالجلوس معه والاستفادة منه الحديث معه، وقد بذل الشيخ الخيارى رحمه الله جهودا جبارة في تنمية المكتبة، وزيادة محتوياتها، فقد استطاع بجهوده أن يضم إليها بعض المكتبات الخاصة مثل مكتبة الدكتور محمد حسين الهندى، كما أهدى الشيخ الخيارى للمكتبة كثيرا من كتب مكتبته الخاصة كذلك أهدى لمكتبة الحرم النبوى بعض الخزانات لحفظ الكتب.
... كما بذل الشيخ رحمه الله جهدا مشكورا في ترتيب المكتبة وفهرستها، وحاول ضم المكتبات الأخرى إليها لتكون نواة مكتبة المدينة العامة التى أنشأتها وزارة الحج والأوقاف حينا من الدهر، وكان مدير المكتبة الشيخ جعفر فقيه، ولكنها عادت وانتقلت إلى مكانها الول في مبنى الحرم.
__________
(1) آثار المدينة المنورة ص 119.