كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

ومن آداب زيارة المسجد النبوى الشريف ألا يرفع صوته فيه لأي سبب من الأسباب لأن ذلك منهي عنه ـ يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) وذلك لأن حرمة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مماته كحرمته في حياته.
... وقد رأى عمر بن الخطاب رضى الله عنه رجلين يتلاحيان في مسجد النبى - صلى الله عليه وسلم - فأشار إليهما أن ائتيا، فحضرا فسألهما: من أين أنتما؟ قالا: من الطائف ـ قال رضى الله عنه: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضربا، إن مسجدنا هذا لا ترفع فيه الأصوات.
... وليحرص الزائر على أن يؤدى الصلوات المكتوبة في الحرم النبوي ما دام في المدينة المنورة وليكثر من صلاة النوافل فيه وقراءة القرآن الكريم وذكر الله عز وجل.
.. وعلى المسلم أن يكون حسن الأخلاق على كل حال، وبخاصة مع رفقة السفر، وكل من يعاملهم بالبيع والشراء وغير ذلك، ومن المعلوم أن مشقات السفر، ومفارقة الأهل والوطن من أسباب ضيق الأخلاق، ولهذا ينبغي أن يتحلى الإنسان بالصبر ويعود نفسه رقة المعاملة وتحمّل الصعاب حتى لا يقع في شئ مما يكرهه الإسلام.
... وليعلم الزائر الكريم ان الزيارة لا ترتبط بشئ من أعمال الحج، بل هى أمر مستقل بنفسه، ويمكن أن يقوم بها الإنسان في غير موسم الحج، إنه ليس من متطلبات الزائر لبس الإحرام لدخول المدينة بل يدخلها بملابسه العادية التى يلبسها على كل حال.

الصفحة 20