كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ
وجعل - صلى الله عليه وسلم - ارتفاع أساسه بالحجارة ثلاثة اذرع، وارتفاع جداره قامة رجل بحيث لو وقف الرجل أصاب رأسه السقف، وفي رواية لو رفع الرجل يده أصابت السقف، قال في السيرة الحلبية: (ورفع بالحجارة أى قريبا من ثلاثة أذرع وبنى باللبن؛ وجعل عضادتيه أي جانبيه بالحجارة، وسقفه بالجريد، وجعلت عمده وفى رواية سواريه من جذوع النخل، وطول جداره قامة رجل أى كان ارتفاعه قدر قامة) (1).
... وروى أنه - صلى الله عليه وسلم - جعل ارتفاعه سبعة أذرع قال: (لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بناء المسجد قال: قيل لى:- أى قال له جبريل عريش كعريش أخيك موسى سبعة أذرع طولا في السماء) (2).
.. وذكر صاحب آثار المدينة المنورة أن مساحة المسجد بالأمتار خمسة وثلاثون مترا طولا أى من الجنوب إلى الشمال ـ وثلاثون مترا عرضا ـ أى من الشرق إلى الغرب ـ ومعنى ذلك أن المسجد كان مستطيل الشكل عند بنائه الأول.
... قال صاحب الآثار: (وكان طوله 35 مترا من الجنوب الى الشمال، و30 مترا من الشرق إلى الغرب) (3).
... وأن مساحته كانت = 35×30 = 1050 مترا مربعا.
... وهذا التقدير لمساحة المسجد النبوى الشريف يبدو أنه غير صحيح لسببين:
الأول ان كل المراجع القديمة ذكرت ان مساحة المسجد كانت مائة ذراع طولا في مائة أو تقل قليلا عرضا ومن المعلوم أن الذراع نصف متر فيكون الطول خمسين مترا والعرض 49 مترا مثلا، وعلى هذا تكون مساحة المسجد هى 50×49 = 2450 مترا مربعا.
... الثاني ان صاحب الآثار نفسه ذكر في صفحة 110 أن مساحة المسجد في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت 2475 مترا مربعا وهذا التقدير قريب جدا من التقدير السابق، ويتضح من هذا أن تقدير صاحب الآثار الأول فيه بعد عن الحقيقة وجب التنبيه عليه، حيث تكون مساحة المسجد: 35 × 30 = 1050 مترا مربعا والفرق واضح.
__________
(1) السيرة الحلبية الجزء الثاني ص 71 مطبعة مصطفى محمد.
(2) نفس المرجع والصفحة السابقين.
(3) آثار المدينة المنورة لعبد القدوس الانصارى ص 104 دار العلم للملايين ببيروت الطبعة الثالثة.
الصفحة 23
216