الصُّفَّة
وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مؤخرة المسجد مكانا مظللا، يعرف بالصفَّة، وكان الغرباء والمساكين يأوون إلى هذا المكان، ويجلسون فيه، حتى إذا كان المساء فرقهم رسول الله على أصحابه ويأخذ طائفة منهم فتتعشى معه.
(وكان في المسجد موضع مظلل يأوى إليه المساكين، يسمى بالصفَّة، وكان أهله يسمون أهل الصفَّة، وكان - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم بالليل فيفرقهم على أصحابه، وتتعشى طائفة منهم معه عليه الصلاة والسلام) (2).
وفى السيرة الحلبية 0ولما بنى المسجد جعل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محلا مظللا يأوى إليه المساكين، يسمى الصفَّة، وكان أهله يسمون اهل الصفَّة، وكان صلى الله عليه وسلم في وقت العشاء يفرقهم على أصحابه ويتعشى معه منهم طائفة، وظاهر السياق أن هذا المحل فعل في زمن بناء المسجد وآوى إليه المساكين من حينئذ، لكن روى البيهقي عن عثمان بن اليمامة قال: لما كثر المهاجرون بالمدينة ولم يكن لهم زاد ولا مأوى، أنزلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، وسماهم أصحاب الصفة، وكان يجالسهم، ويأنس بهم) (3).
وعلى رواية البيهقى لم يكن أهل الصفة معروفين منذ بنى المسجد، ولكنهم وجدوا بعد ذلك بعد أن هاجر المسلمون من مكة وتركوا وراءهم أموالهم حين منعهم المشركون من اصطحابها معهم إلى المدينة عند الهجرة، فالصفَّة، وإن بنيت مع المسجد، إلا أن أهلها لم يعرفوا إلا بعد تتابع المهاجرين، وازدياد الفقراء منهم في المدينة.
ولم يكن سقف المسجد محكم التطبيق، فكان إذا نزل المطر يسيل الماء مختلطا بطين السقف على المصلين حتى يمتلئ المسجد طينا فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يزيد الطين على السقف فرفض.
__________
(2) المصدر السابق ص 72. (2) السيرة الحلبية الجزء الثاني ص 86 مطبعة مصطفى محمد.