وفى سمط النجوم (وأقام - صلى الله عليه وسلم - في دار أبى أيوب سبعة اشهر) (2) والمعلوم أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يترك بيت أبى أيوب إلا بعد أن انتهى من بناء المسجد، وبنى بيتين لزوجته عائشة وسودة -- رضى الله عنهما -- وأنه بعد أن بنى هذين البيتين تحول من بيت أبى أيوب - رضى الله عنه - إلى بيوته وفي سمط النجوم (فلم يزل ساكنا عند أبى أيوب حتى بنى مسجده وحجرة في المربد) (3).
... وقول من قال إن مدة البناء سبعة أشهر أقرب إلى الصواب، وذلك لأنه - صلى الله عليه وسلم - بدأ البناء بعد وصوله المدينة مباشرة - أى في شهر ربيع - وقد بنى - أى تزوج - على السيدة عائشة في شوال من السنة نفسها، وبين ربيع وشوال سبعة أشهر.
... قال محمد بن عبد الوهاب في مختصر سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
... (فلما فرغ من البناء - أى بناء المسجد - بنى بعائشة في البيت الذي بناه لها شرقى المسجد، وكان بناؤه بها في شوال من السنة الأولى) (1).
... وقال صاحب السيرة الحلبية: (وفى السنة الأولى من الهجرة أعرس - صلى الله عليه وسلم - بعائشة - رضي الله عنها -) (2).
... وجاء فيها عن عائشة أن أبا بكر ـ رضى الله عنهما ـ قال: (يا رسول الله، ما يمنعك أن تبنى بأهلك؟ قال: الصداق فأعطاه أبوبكر اثنتي عشرة أوقية ونشاء فبعث بها إلينا وبنى بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتى هذا الذي أنا فيه، وهو الذي توفى به ودفن فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (3).
... وفي سمط النجوم (فلما فرغ من بنائه ـ بنى بعائشة في البيت الذي يليه شارع إلى المسجد، وجعل سودة بنت ذمعة في البيت الآخر الذي يليه، إلى الباب الذي يلى آل عثمان، ثم تحول من دار أبى أيوب إلى مساكنه التي بناها). (58)
... ويتضح من هذا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - اقام في بيت أبى أيوب حتى تم بناء المسجد والدارين إلى جواره فلما أتم بناء المسجد وبيتى عائشة وسودة ـ رضى الله عنهما ـ تحول إلى بيوته وتزوج عائشة ودخل بها وكان ذلك في شوال من السنة الأولى فتكون مدة
__________
(1) سمط النجوم العوالى الجزء الأول ص 313 المطبعة السلفية.
(2) المصدر السابق والصفحة 312.
(3) مختصر السيرة الرسول للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 148 الطبعة الثانية مؤسسة دار السلام.
(4) السيرة الحلبية الجزء الثاني ص 129 مطبعة مصطفى محمد.
(5) المصدر والصفحة السابقان.
(6) سمط النجوم العوالي الجزء الأول ص 313 المطبعة السلفية.