كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

إقامته في بيت أبى أيوب -رضى الله عنه- سبعة أشهر ويواجهنا هنا نصوص تدل على أن بناء المسجد استغرق فترة أطول من ذلك يقول صاحب السيرة الحلبية (ومكث ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ يصلى في المسجد بعد تمامه إلى بيت المقدس خمسة أشهر) (1).
... ولما كانت القبلة قد تحولت بعد ستة عشر أو سبعة عشر شهرا فإن ذلك يدل على أن البناء قد استغرق عاما تقريبا، ويمكن الرد على هذا بأن بناء المسجد قد تم بغير تسقيف وكذلك بناء بيتى زوجيه - صلى الله عليه وسلم - بعد سبعة أشهر وتحول بعد ذلك عن بيت أبى أيوب، فلما شكوا الحر وطلبوا تظليله ظلله الرسول فاستغرق ذلك بقية العام ويدل على ذلك قول صاحب السيرة أنه صلى في المسجد بعد تمامه إلى بيت المقدس خمسة أشهر.
... وَهَمَّ الأنصار بتشييد المسجد وزخرفته، وجمعوا الأموال من أجل ذلك، وذهبوا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكلموه في الأمر فرفض - صلى الله عليه وسلم - وقال (ما أمرت بتشييد المساجد) (2).
... جاء في السيرة الحلبية (ولعل قوله ذلك لما جمع الأنصار مالا، وجاءوا به الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا يا رسول الله ابن هذا المسجد وزينه، إلى متى نصلي تحت هذا الجريد؟ قال وجاء، لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد وجاء: من اشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد - أى تزخرفها كما تزخرف اليهود والنصارى كنائسهم وبيعهم) (3).
__________
(1) السيرة الحلبية الجزء الثاني ص 80 مطبعة مصطفى محمد.
(2) السيرة الحلبية الجزء الثاني ص 72 مطبعة مصطفى محمد.
(3) المصدر والصفحة السابقان.

الصفحة 30