تحويل القبلة
... عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال: (صليت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا حتى نزلت الآية التى في البقرة (وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) فنزلت بعدما صلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فانطلق رجل من القوم، فمر بناس من الأنصار وهم يصلون، فحدثهم بالحديث فولوا وجوههم قبل البيت) (3).
... والبراء بن عازب رضى الله عنه صحابى أنصارى، ومعنى هذا أن الستة عشر شهرا هذه كانت في مسجد المدينة المنورة، ولهذا قال بعض أصحاب السير إن القبلة تحولت عن القدس إلى الكعبة في شعبان من السنة الثانية للهجرة، وقال بعضهم: تحولت في رجب من السنة الثانية.
... وفى البخارى عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء) فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس ـ وهم اليهود ـ (ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها؟ قل: لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم) فصلى مع النبى - صلى الله عليه وسلم - رجل ثم خرج بعدما صلى فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه توجه نحو الكعبة، فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة) (1).
... وليس يعنينا هنا تحول القبلة ولا وقت تحولها، لأن ذلك بحث آخر له محله ولكن الذي يعنينا هو، ماذا حدث في المسجد بعد تحول القبلة؟ وما التغيرات التى أدخلت عليه بعد ذلك التحول؟
... لا بد أنه حدث تغيير في المسجد حيث أصبحت القبلة إلى الجنوب بعد أن كانت إلى الشمال، فأين أصبحت الصفّة وكانت في آخر المسجد من الجنوب؟
... وماذا حدث للأبواب بعد ذلك التحول؟
__________
(1) مختصر صحيح مسلم الجزء الأول ص 76 المكتب الاسلامى.
(2) صحيح البخارى الجزء الأول ص 104 مطبوعات محمد علي صبيح.