كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

الفصل الثاني توسعة المسجد
... وفى السنة السابعة من الهجرة، وبعد عودته - صلى الله عليه وسلم - من غزوة خيبر كثر عدد المسلمين وضاق المسجد بهم، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يوسع المسجد، حتى يسع المصلين فأجابهم إلى ما طلبوا، وكان في جوار المسجد أرض فضاء لأحد الأنصار، اشتراها عثمان بن عفان رضى الله عنه ـ وأدخلها في المسجد فزادت بذلك مساحة المسجد، وكان البناء الثانى، الذي بنى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ بالذكر والأنثى ـ أى بلبنتين مختلفتين احداهما بطولها والأخرى بعرضها - وكان من قبل ـ أى في البناء الأول ـ بناه بالسميط لبنة لبنة، ثم بالسعيدة لبنة ونصف أخرى قال السمهودى: (كان بناء مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالسميط لبنة لبنة، ثم بالسعيدة لبنة ونصف أخرى، ثم كثروا فقالوا: يا رسول الله لو زيد فيه، ففعل فبنى بالذكر والأنثى وهما لبنتان مختلفتان) (1).
... ويقول العصامي: (وعن أسامة عن أبيه قال: كان الذين أسسوا المسجد جعلوا طوله مائة ذراع والعرض مثله أو دونه كما تقدم ذكر ذلك .. ثم كثروا فقالوا يا رسول الله لو زيد فيه ففعل، فبنى بالذكر والأنثى، وهما لبنتان مختلفتان) (2).
... ورواية العصامى هذه تؤكد أن مساحة المسجد في حالته الأولى مائة ذراع في مثلها أو تقل قليلا، وأن الزيادة التي طرأت على المسجد بعد غزوة خيبر كانت فوق هذه المساحة، وحديث أسامة بن زيد هذا يضعف الرواية القائلة بأن مساحته أولا كانت سبعين ذراعا في ستين ذراعا، وهى رواية النووى عن خارجة بن زيد، ومما يجعلنا نرجح الرواية الأولى أنها هى الرواية الشائعة والتي وردت في أكثر الكتب.
__________
(1) وفاء الوفا الجزء الأول ص 335 تحقيق محيى الدين عبد الحميد.
(2) سمط النجوم العوالى الجزء الأول ص 314 المطبعة السلفية.

الصفحة 35