الموثوقة والأرض التي زاد بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مساحة المسجد كانت لرجل من الأنصار، اشتراها منه عثمان بن عفان رضى الله عنه لما سمع رسول الله يقول: (من يشترى هذه الأرض ويدخلها في مسجدنا فله مثلها في الجنة) فذهب عثمان إلى الأنصاري، واشتراها منه بعشرة آلاف درهم ثم باعها عثمان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببيت في الجنة.
... قال السمهودى: (أخرج خيثمة بن سليمان، في فضائل عثمان عن قتادة رضى الله عنهما قال: كانت بقعة إلى جنب المسجد فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - من يشتريها ويوسعها في المسجد له مثلها في الجنة، فاشتراها عثمان، فوسعها في المسجد) (1).
.. وقال الحلبى: (ولما كثر الناس قالوا: يا رسول الله، لو زيد فيه، ففعل، ولعلها هى التي أدخل فيها الأرض التى اشتراها عثمان رضى الله عنه من بعض الأنصار بعشرة آلاف درهم، ثم جاء عثمان إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أتشترى منى البقعة التى أشتريتها من الأنصارى؟ -أى التى كانت مجاورة للمسجد - فاشتراها منه ببيت في الجنة) (2).
... ومفهوم هذين النصين يدل على أن هذه الأرض التى زيدت في المسجد غير المربد الذى أقام عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجده فالمربد كان للغلامين اليتيمين ـ سهل وسهيل ـ وأما هذه الأرض فكانت لرجل انصارى لم يذكر احد من الذين أرخوا للمسجد الشريف اسمه.
... وهذه الزيادة أيضا كانت فوق مساحة المسجد الأولى التى هى مائة ذراع في مائة أو تقل قليلا ولم يذكر أحد ممن أشار إلى هذه الزيادة مساحة تلك الزيادة غير ان عبارة وردت في وفاء الوفا تشير إلى مقدار تلك الزيادة قال السمهودى: (وأسند ابن زبالة من طريق ابن جريح عن جعفر بن عمرو قال: وبناه - أى المسجد - النبي - صلى الله عليه وسلم - مرتين: بناه حين قدم اقل من مائة في مائة، فلما فتح الله عليه خيبر بناه وزاد عليه مثله في الدور) (3).
__________
(1) وفاء الوفا الجزء الأول تحقيق محى الدين عبد الحميد ص 339.
(2) السيرة الحلبية الجزء الثاني ص 80 مطبعة مصطفى محمد.
(3) وفاء الوفا الجزء الأول ص 338 محيى الدين عبد الحميد.