كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

ويروى السمهودى عن ابن سعد (أن الصحابة قالوا: يا رسول الله إن الناس كثروا فلو اتخذت شيئا تقوم عليه إذا خطبت، قال - صلى الله عليه وسلم -: ما شئتم، قال: سهل - رضى الله عنه - ولم يكن بالمدينة إلا نجار واحد، فذهبت أنا وذلك النجار إلى الغابة، فقطعنا هذا المنبر من أثلة، وفى لفظ فحمل سهل منهن خشبة) (1).
... وكان المنبر الشريف ثلاث درجات بالمجلس أو المستراح، وظل على ذلك خلافة أبى بكر وعمر وعثمان - رضى الله عنهم أجمعين - وفى خلافة معاوية - رضى الله عنه - زاد فيه مروان بن الحكم والى معاوية على المدينة ست درجات اخرى فصار تسع درجات. يقول بن حجر - رحمه الله -: (ولم يزل المنبر على حالته ثلاث درجات حتى زاده كروان في خلافة معاوية ست درجات من أسفله) (2).
... ويروى السمهودى عن ابن زبالة عن ابن قطن: (قلع مروان بن الحكم منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان درجتين والمجلس، وأراد أن يبعث به إلى معاوية، قال: فكسفت الشمس حتى رأينا النجوم، قال: فزاد فيه ست درجات، وخطب الناس فقال: إنى غنما رفعته حين كثر الناس) (3).
... وكان ارتفاعه ذراعين أو يزيد قليلا، وكان مجلسه مربع الشكل ذراعا في ذراع، وعرض كل درجة من درجتيه شبر، وارتفاعها شبر وارتفاع مسنده مما يلى الظهر شبران أو يزيد قليلا، وكان له رمانتان يمسكهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيديه الكريمتين، وارتفاع رمانته شبر أو يزيد، وطول المنبر مما يلى الأرض أربعة أشبار وتزيد قليلا.
... قال ابن النجار: (طول منبر النبى - صلى الله عليه وسلم - (يعنى ارتفاعه) ذراعان وشبر وثلاثة أصابع، وعرضه ذراع راجح، وطول صدره - أى ارتفاع مسنده - وهو مستند النبى - صلى الله عليه وسلم - ذراع، وطول رمانتيه اللتين كان يمسكهما بيديه الكريمتين إذا جلس شبر وإصبعان، وعرضه ذراع في ذراع) (1).
... وتقول السيدة نعمت أبو بكر: (ومن الروايات التى أثيرت حول نقل المنبر، أن معاوية عندما أمر بمنبر الرسول أن يحمل من المدينة إلى الشام كسفت الشمس حتى ظهرت النجوم، وعصفت الريح، وتزلزلت المدينة، وأقبلت الصواعق، فأعظم
الناس ذلك فقال: اتركوه، وأمر بعمل ست درجات، وأصبح بذلك يتكون من
__________
(1) وفاء الوفا الجزء الثاني ص 396 تحقيق محيى الدين عبد الحميد.
(2) فتح البارى الجزء الثاني ص 399 المطبعة السلفية.
(3) وفاء الوفا الجزء اثانى ص 399 تحقيق محي الدين عبد الحميد والرواية لم تصح.
(1) المصدر السابق ص 402.

الصفحة 47