تسع درجات وكان له مسند مكون من ثلاثة أعواد، وكانت له رمانتان يمسكهما الرسول بيديه الكريمتين إذ جلس، ويبدو أنها كانتا متحركتين وخاليتين من أى زخرف. وأما أبعاده فكان ارتفاعه يوازى 104 سم، وعرض المقعد 52 سم في 52 سم وأما طول كل درجة من الدرجات الست التى أضافها معاوية فيبلغ 1/ 3 ذراع أى ما يوازى 1/ 3 و 17 سم) (2).
... وأما كسوة المنبر فقد اختلف المؤرخون في أول من كساه، وقد كان بالتأكيد في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبى بكر وعمر لا يكسى حتى كان عهد عثمان فكساه قبطية، يقول السمهودى: (وكان عثمان أول من كسا المنبر قبطية، وقال بعض المؤرخون: إن معاوية أول من كسا المنبر، وذكر قصة تحريكه المنبر وارادته نقله إلى الشام، واعتذاره عما حدث، قال: (وكساه يومئذ قبطية أولنية) (3).
... والراجح أن عثمان - رضى الله عنه - هو أول من كسا منبر وأيد ذلك رواية يحيى حيث يقول: (وأثبتهما عندنا أن عثمان هو أول من كساه) واستدلوا على ذلك بما روى ابن النجار عن الواقدى عن ابن الزناد قال: (فسرقت الكسوة امرأة، فأتى بها عثمان، فقال لها: هل سرقت؟ قولى لا، فاعترفت فقطعها) (1).
... وبهذا يظهر جليا أن اول من كسا منبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو عثمان - رضى الله عنه - ولا يمنع أن يكون معاوية - رضى الله عنه - كساه بعد ذلك وظل الخلفاء يرسلون في كل سنة كسوة للمنبر حتى كان عهد المسعتصم، فكانت تحمل الكسوة من مصر، وأوقفت قرية لهذا الغرض كان يصرف ريعها على كسوة، فكانت تحمل إلى الكعبة الشريفة في كل سنة مرة وإلى الحجرة والمنبر كل ست سنين مرة، تقول السيدة نعمت أبو بكر: (وقد كان الخلفاء يرسلون في كل سنة ثوبا من الحرير الأسود كسوة للمنبر الشريف، ولكثرتها اتخذت منها سترا على الأبواب، وفى عهد الخليفة المسعتصم كانت الكسوة تحمل من مصر، لدرجة أن أوقفت قرية بمصر كان يصرف ريعها في الكسوة، فكانت تحمل إلى الكعبة كل عام مرة، أما الحجرة والمنبر فكانا يكسوان في كل ست سنين مرة) (2).
__________
(2) قافلة الزيت العدد التاسع المجلد الثاني والعشرون ص 38.
(3) وفاء الوفا الجزء الثاني ص 398 تحقيق محى الدين عبد الحميد.
(1) وفاء الوفا الجزء الثاني ص 398 تحقيق محيى الدين عبد الحميد.
(2) قافلة الزيت العدد التاسع المجلد الثاني والعشرون ص 38.