كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

الروضة الشريفة
... قال - صلى الله عليه وسلم - : (ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة) (1) والذين أرخوا للمسجد النبوى الشريف قالوا إن حدود الروضة من الشرق هى دار السيدة عائشة - رضى الله عنها -، ومت الغرب المنبر الشريف ومن الجنوب (القبلة) جدار المسجد الذى به محراب النبى - صلى الله عليه وسلم - ومن الشمال الخط المار من نهاية بيت السيدة عائشة - رضى الله عنها - شرقا إلى المنبر غربا، وهذا هو أرجح الأقوال في تحديد الروضة، واستدل أهل هذا الرأى على ترجيحه بما جاء في الصحيحين عن ابن عمر - رضى الله عنهما - (مابين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة) (2).
... وهذا يدل على أن المراد بالبيت بيت السيدة عائشة لأنه هو الذى دفن فيه - صلى الله عليه وسلم - والصلاة في الروضة أفضل من أى مكان في المسجد، إلا المكتوبة فإنها في الصف الأول ولو كان خارج الروضة أفضل منها في الروضة، قال ابن قاسم: (أحب مواضع الصلاة في مسجده - صلى الله عليه وسلم - في النفل العمود المخلق وفى الفرض في الصف الأول) (3).
... ويبلغ طول الروضة اثنين وعشرين مترا وعرضها خمسة عشر مترا) (4).
... والروضة موضع عناية الحكام المسلمين منذ القدم، وقد قام السلطان سليم الثاني بتلبيس أعمدتها بالرخام الأبيض المطعم بالرخام الأحمر إلى منتصف الأعمدة.
... وفى توسعة السلطان عبد المجيد احتفظوا بالرخام، وأعادوا إلى الأعمدة بعد البناء وهذه الأعمدة من عمارة السلطان قايتباى.
... والروضة التى يصلى فيها حاليا ليست كل الروضة التى أخبر عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكن أدخل جزء منها غير قليل في البناء الذى اقيم حول الحجرة الشريفة في عمارة الوليد بن عبد الملك حين بنى عمر بن عبد العزيز الجدار ذا الأضلاع الخمسة حول الحجرة.
__________
(1) شرح سنن البغوى الجزء الثاني ص 338 المكتب الاسلامى.
(2) هذا الحديث بهذا اللفظ (ما بين قبى) لا يوجد في الصحيحين، وأشار ابن حجر في الفتح بأنه روى بالمعنى.
(3) وفاء الوفا الجزء الأول ص 368 تحقيق محى الدين عبد الحميد. (4) آثار المدينة المنورة ص 94 دار العلم للملايين.

الصفحة 49