كتاب المسجد النبوي عبر التاريخ

اهتمام الإسلام بعمارة المساجد
تمهيد
.. اهتم الإسلام بالمساجد لأنها المحاضن التي تترعرع فيها مبادئه وتزدهر من جانب، ولأنها من جانب آخر هى المصانع التي صنعت الأبطال، وأنجبت العظماء، ومن أجل هذا حث الإسلام على عمارتها فقد روى البخارى ومسلم عن عثمان - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من بنى لله مسجدا، بنى الله له بيتا في الجنة) وفى المطالب العالية عن أبي هريرة رفعه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من بنى بيتا ليعبد الله فيه من حلال، بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت) (1) رواه أبو يعلى.
... ثم بين - صلى الله عليه وسلم - أن المساجد أحب الأمكنة إلى الله عز وجل فقال: (أحب البلاد الى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله ـ تعالى ـ أسواقها) (2).
... ويقول تعالى في القرآن الكريم: (فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) (3).
... وزيادة في توضيح مكانة المساجد وتعظيمها نهى - صلى الله عليه وسلم - عن البيع والشراء فيها وعن نشدان الضالة بها، كما نهى من آكل البصل عن أن يأتى المساجد أو يصلى مع الناس وكذلك نهى عن غشيان الصبيان والمجانين المساجد، وعن سل الأسلحة بها وعن البصاق فيها، روى صاحب مشكاة المصابيح عن أبي هريرة - رضى الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا رد الله عليك) (4).
.. روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما - ان رسول الله صلى الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا، أو يعتزل مسجدنا وليقعد في بيته) (5)
__________
(1) المطالب العالية الجزء الأول ص 100. (2) مختصر صحيح مسلم الجزء الأول ص 71.
(2) سورة النور الآية» 36 «. (4) مشكاة المصابيح الجزء الأول ص 228.
(5) مختصر صحيح مسلم الجزء الأول ص 73.

الصفحة 9