كتاب نفائس الأصول في شرح المحصول (اسم الجزء: 7)

قوله: (والمراد بالعلة إما المؤثر، أو الداعي، أو المعرف):
تقريره: أن المؤثر هو المحصل للوجود، والناقل للمكن من حيّز العدم إلى حيز الوجود، كما تقول الفلاسفة في الطبائع وغيرها.
والداعي هو: العلم باشتمال الفعل على جلب مصلحة، أو دفع مفسدة، فيدعو ذلك العلم من قام به لفعل ذلك الفعل.
والمعرّف هو: العلامة على الشيء والمرشد له، كتعريف كلّ جزء من أجزاء العالم بوجود الله- تعالى- وصفاته العلى، كما تقرر في أصول الدين.

(فائدة)
قال القاضي عبد الوهّاب في (الملخص)، والشيخ أبو إسحاق في (اللمع): العلة لها معنيان: لغوى واصطلاحي.
فهو اعتبار اللغة مأخوذ من ثلاثة أشياء:
علّة المرض: وهو الذي يؤثر فيه عادة.
والداعي: من قولهم: علّة إكرام زيد لعمرو، علمه وإحسانه.
وقيل: من الدّوام والتكرر، ومنه العلل لشرب بعد الري، يقال: شرب عللاً بعد نَهَل.
وفي اصطلاح المتكلمين: العلة: ما اقتضى حكمًا لمن قام به، كالعلم علّة للعالمية.
وعند الفقهاء: ما ثبت الحكم لأجله.
قوله: (حكم الله- تعالى- عند أهل السنة مجرد خطابه الذي هو كلامه القديم، فيمتنع تعليله):
قُلنا: لابُدّ مع الكلام القديم من التعلق بالاقتضاء أو التخيير، وبدون هذا

الصفحة 3217