كتاب نفائس الأصول في شرح المحصول (اسم الجزء: 2)

قلنا: لما عرضت لمسمى العلم تلك الصفة، واشتهرت فيه، صارت الصفة تفهم عند إطلاق ذلك العلم، لا لوضعه بإزاء تلك الصفة، بل لعروض تلك الصفة فقط، فحصل الإشعار الموجب] لحسن [استعمال لفظ ذلك العلم فيما حصل له تلك الصفة، كما أن نقول: الثلاثة مشتهرة بأنها فرد، والستة بأنها زوج، ولم يلزم من ذلك أن لفظ الثلاثة موضع لتلك المرتبة من العدد بوصف الفردية، حتى تكون الفردية جزء المسمى، بل لازم المسمى، وكذلك كل لفظ وضع لحقه لها لوازم.

(المسألة الخامسة في أن المجاز يتوقف على السمع)
قوله: (الرجل الشجاع كما يشابه الأسد في الشجاعة، فهو يشابهه في البخر وغيره مع أن الأبخر لا يستعار له لفظة الأسد).
قلنا: القائلون بعدم اشتراط السمع في المجاز، وأن المشابهة تكفي -يقولون: لابد أن تكون الصفة أشهر صفات المحل، والبخر ليس أشهر صفات المحل.
قوله: (ولأنهم يطلقون النخلة على الرجل الطويل، ولا يطلقونها على غيره، وهو دليل اشتراط السمع).
قلنا: بل لأن قوة المشابهة لم تحصل لغير الإنسان، فقد شارك الإنسان النخلة في الشكل الآدمي، وكون رائحة ذكارها تشبه رائحة مني الرجل، وجريدها يشبه ذوائب بنات آدم، ولا تحمل الثمرة إلا بعد زمن طويل كالإنسان، وحملها من أول زمن يخلق الطلع في قبلها إلى حين صيرورته تمرا تسعة أشهر، كذلك مدة حمل بنات آدم، ولا يحصل حملها إلا بالذكر بخلاف غيرها من الشجر، وذكر بعض الفضلاء في قوله عليه السلام:

الصفحة 905