كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 28)

........................

⦗٦٥١⦘
---------------
- وقال ابن حَجر: أخرجه مسلم، عن أَبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كُريب، ويحيى بن يحيى، ثلاثتهم، عن أبي معاوية، لكن قال فيه: «عن أبي هريرة «بدل «أبي سعيد»، وهو وهم، كما جزم به خلف، وأَبو مسعود، وأَبو علي الجياني، وغيرهم, ثم ساق كلام المِزِّي السابق، وقال: وقد أخرجه أَبو بكر بن أبي شيبة أحد شيوخ مسلم فيه في «مسنده» و «مصنفه»، عن أبي معاوية فقال: «عن أبي سعيد»، كما قال أحمد.
وكذا رويناه من طريق أبي نُعيم في «المستخرج» من رواية عبيد بن غنام، عن أَبي بكر بن أبي شيبة.
وأخرجه أَبو نُعيم أيضا، من رواية أحمد، ويحيى بن عبد الحميد، وأبي خيثمة، وأحمد بن جواس، كلهم عن أبي معاوية، فقال: «عن أبي سعيد»، وقال بعده: «أخرجه مسلم، عن أَبي بكر، وأبي كُريب، ويحيى بن يحيى»، فدل على أن الوهم وقع فيه ممن دون مسلم، إذ لو كان عنده: «عن أبي هريرة» لبينه أَبو نُعيم.
ويقوي ذلك أيضا، أن الدارقُطني، مع جزمه في «العلل» بأن الصواب أنه من حديث أبي سعيد، لم يتعرض في تتبعه أوهام الشيخين إلى رواية أبي معاوية هذه.
- وقد أخرجه أَبو عبيدة في «غريب الحديث»، والجوزقي، من طريق عبد الله بن هاشم، وخيثمة، من طريق سعيد بن يحيى، والإسماعيلي وابن حبان، من طريق علي بن الجعد، كلهم عن أبي معاوية، فقالوا: «عن أبي سعيد».
وأخرجه ابن ماجة، عن أبي كُريب، أحد شيوخ مسلم فيه أيضا، عن أبي معاوية، فقال: «عن أبي سعيد»، كما قال الجماعة، إلا أنه وقع في بعض النسخ عن ابن ماجة اختلاف؛ ففي بعضها: «عن أبي هريرة»، وفي بعضها: «عن أبي سعيد»، والصواب: «عن أبي سعيد»، لأن ابن ماجة جمع في سياقه بين جرير، ووكيع، وأبي معاوية، ولم يقل أحد في رواية وكيع وجرير أنها عن أبي هريرة، وكل من أخرجها من المصنفين والمخرجين، أورده عنهما من حديث أبي سعيد.
وقد وجدته في نسخة قديمة جدا، من ابن ماجة، قرئت في سنة بضع وسبعين وثلاث مئة، وهي في غاية الإتقان، وفيها: «عن أبي سعيد».
واحتمال كون الحديث عند أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي هريرة، جميعا، مستبعد، إذ لو كان كذلك لجمعهما ولو مرة، فلما كان غالب ما وجد عنه ذكر أبي سعيد، دون ذكر أبي هريرة، دل على أن في قول من قال عنه: «عن أبي هريرة» شذوذا، والله أعلم.
ثم ساق ابن حجر كلام الدارقُطني، الوارد في الفوائد، ثم قال: وقد سبق إلى ذلك علي بن المديني، فقال في «العلل»: رواه الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد, ورواه عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
قال: والأعمش أثبت في أبي صالح من عاصم.
فعرف من كلامه، أن من قال فيه: «عن أبي صالح، عن أبي هريرة» فقد شذ، وكأن سبب ذلك شهرة أبي صالح بالرواية عن أبي هريرة، فيسبق إليه الوهم ممن ليس بحافظ، وأما الحفاظ فيميزون ذلك.
ورواية زيد بن أَبي أُنيسة، التي أشار إليها الدارقُطني، أخرجها الطبراني في «الأوسط»، قال: ولم يروه عن الأعمش إلا زيد بن أَبي أُنيسة.
ورواه شعبة وغيره، عن الأعمش، فقالوا: «عن أبي سعيد»، انتهى. «فتح الباري» ٧/ ٣٥.

الصفحة 650