و «النَّسَائي» في «الكبرى» (٨٥٠٨) قال: أخبرنا محمد بن المُصَفَّى بن بهلول، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال (¬١): وحدثنا بَقيَّة بن الوليد، وذكر آخر، قالوا: حدثنا الأوزاعي. و «ابن حِبَّان» (٦٧٤١) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس.
ثلاثتهم (إسحاق بن راشد، والأوزاعي، ويونس) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن أبي سلمة، والضحاك المشرقي، عن أبي سعيد الخُدْري، قال:
«بينا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ذات يوم يقسم مالا، إذ أتاه ذو الخويصرة، رجل من بني تميم، فقال: يا محمد، اعدل، فوالله ما عدلت منذ اليوم، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: والله، لا تجدون بعدي أعدل عليكم مني، ثلاث مرات، فقال عمر: يا رسول الله، أتأذن لي فأضرب عنقه؟ فقال: لا، إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر صاحبه إلى فوقه، فلا يرى شيئا، آيتهم رجل إحدى يديه كالبضعة، أو كثدي المرأة، يخرجون على فرقة من الناس، يقتلهم أولى الطائفتين بالله».
قال أَبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وأني شهدت عليا حين قتلهم، فالتمس في القتلى، فوجد على النعت الذي نعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم (¬٢).
⦗٧٠١⦘
- وفي رواية: «بينا نحن عند رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله، اعدل، قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: ويلك، ومن يعدل إن لم أعدل؟! قد خبت وخسرت إن لم أعدل، فقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: يا رسول الله، ائذن لي فيه أضرب عنقه، قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: دعه، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله، فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه، فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه، فلا يوجد فيه شيء، وهو القدح، ثم ينظر إلى قذذه، فلا يوجد فيه شيء، سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة، تدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس».
---------------
(¬١) القائل هو، محمد بن مصفى.
(¬٢) اللفظ لأحمد (١١٦٤٤).