كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 28)

- وفي رواية: «بعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم من اليمن، بذهبة في أديم مقروظ، لم تحصل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر: بين عُيينة بن بدر، والأقرع بن حابس، وزيد الخيل (¬١)، والرابع إما علقمة بن علاثة، وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، قال: فبلغ ذلك النبي صَلى الله عَليه وسَلم فقال: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء، قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار، فقال: يا رسول الله، اتق الله، فقال: ويلك، أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله؟! قال: ثم ولى الرجل، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ فقال: لا، لعله أن يكون يصلي، قال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إني لم أومر أن أنقب على قلوب الناس، ولا أشق بطونهم، قال: ثم نظر إليه وهو مُقَفِّي، فقال: إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم، يتلون كتاب الله رطبا، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».
قال: أظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود (¬٢).
- في رواية جرير، عن عمارة بن القعقاع، عند مسلم (٢٤١٧): قال: وعلقمة بن علاثة، ولم يذكر عامر بن الطفيل، وقال: ناتئ الجبهة، ولم يقل ناشز، وزاد: «فقام إليه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا، قال: ثم أدبر، فقام إليه خالد سيف الله، فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا، فقال: إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم، يتلون كتاب الله، لينا رطبا».
---------------
(¬١) زيد الخيل، ويقال له أيضا: زيد الخير. انظر: «الجرح والتعديل» ٣/ ٥٧٦.
(¬٢) اللفظ لمسلم (٢٤١٦).

الصفحة 704