كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 28)

- وفي رواية: «أقبلنا في جيش من المدينة قبل هذا المشرق، قال: فكان في الجيش عبد الله بن صياد، وكان لا يسايره أحد، ولا يرافقه، ولا يؤاكله، ولا يشاربه، ويسمونه الدجال، فبينا أنا ذات يوم نازل في منزل لي، إذ رآني عبد الله بن صياد جالسا، فجاء حتى جلس إلي، فقال: يا أبا سعيد، ألا ترى إلى ما يصنع في الناس؟ لا يسايرني أحد، ولا يرافقني أحد، ولا يشاربني أحد، ولا يؤاكلني أحد، ويدعوني الدجال، وقد علمت أنت يا أبا سعيد، أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: إن الدجال لا يدخل المدينة، وإني ولدت بالمدينة، وقد سمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول: إن الدجال لا يولد له، وقد ولد لي، فوالله، لقد هممت مما يصنع بي هؤلاء الناس، أن آخذ حبلا فأخلو، فأجعله في عنقي فأختنق، فأستريح من هؤلاء الناس، والله، ما أنا بالدجال، ولكن والله، لو شئت لأخبرتك باسمه، واسم أبيه، واسم أمه، واسم القرية التي يخرج منها» (¬١).
- وفي رواية: «خرجنا حجاجا، أو عمارا، ومعنا ابن صائد، قال: فنزلنا منزلا، فتفرق الناس، وبقيت أنا وهو، فاستوحشت منه وحشة شديدة، مما يقال عليه، قال: وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي، فقلت: إن الحر شديد، فلو وضعته تحت تلك الشجرة، قال: ففعل، قال: فرفعت لنا غنم، فانطلق فجاء بعس، فقال:

⦗٧٢٧⦘
اشرب أبا سعيد، فقلت: إن الحر شديد، واللبن حار، ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده، أو قال: آخذ عن يده، فقال: أبا سعيد، لقد هممت أن آخذ حبلا فأعلقه بشجرة، ثم أختنق، مما يقول لي الناس، يا أبا سعيد، من خفي عليه حديث رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ما خفي عليكم معشر الأنصار، ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم؟ أليس قد قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: هو كافر. وأنا مسلم؟ أو ليس قد قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: هو عقيم لا يولد له. وقد تركت ولدي بالمدينة؟ أو ليس قد قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: لا يدخل المدينة، ولا مكة. وقد أقبلت من المدينة، وأنا أريد مكة؟».
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١١٧٧١).

الصفحة 726