كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 28)

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل، والقاسم بن الفضل ثقةٌ مأمونٌ عند أهل الحديث، وثقه يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرَّحمَن بن مهدي.
• أَخرجه ابن حبان (٦٤٩٤) قال: أَخبرنا أَبو يعلى، قال: حدثنا هدبة بن خالد القيسي، قال: حدثنا القاسم بن الفضل الحداني، قال: حدثنا الجريري، قال: حدثنا أَبو نضرة، عن أَبي سعيد الخدري، قال:
«بينا راع يرعى بالحرة، إِذ عرض ذِئب لشاة من شائه، فجاء الراعي يسعى، فانتزعها منه، فقال للراعي: أَلا تتقي الله، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إِلي؟ قال الراعي: العجب للذئب، والذئب مقع على ذنبه، يكلمني بكلام الإِنس؟! قال الذئب للراعي: أَلا أُحدثك بأَعجب من هذا؟ هذا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم بين الحرتين، يحدث الناس بأَنباء ما قد سبق، فساق الراعي شاءه إِلى المدينة، فزواها في زاوية من زواياها، ثم دخل على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، فقال له ما قال الذئب، فخرج رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، وقال للراعي: قم فأَخبر، فأَخبر الناس بما قال الذئب، وقال صَلى الله عَليه وسَلم: صدق الراعي، أَلا إِن من أَشراط الساعة كلام السباع الإِنس، والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإِنس، ويكلم الرجل نعله، وعذبة سوطه، ويخبره فخذه بحديث أَهله بعده».
- زاد فيه: الجريري، وهو سعيد بن إياس (¬١).
---------------
(¬١) وقد ورد كذلك بهذه الزيادة في التقاسيم والأنواع (٣٧٣٩)، وموارد الظمآن (٢١٠٩)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (٦٣٣٩/ ٣).
١٣١٢١ - عن شهر بن حوشب، أن أبا سعيد الخُدْري حدثه، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال:
«بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة، في غنم له، عدا عليه الذئب فأخذ شاة، من غنمه، فأدركه الأعرابي، فاستنقذها منه، وهجهجه، فعانده الذئب يمشي، ثم أقعى مستذفرا بذنبه يخاطبه، فقال: أخذت رزقا رزقنيه الله، قال: واعجبا من ذِئب مقع مستذفر بذنبه يخاطبني! فقال: والله، إنك لتترك أعجب من ذلك، قال: وما أعجب من ذلك؟ فقال: رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في النخلات بين الحرتين، يحدث الناس عن نبإ ما قد سبق، وما يكون بعد ذلك، قال: فنعق الأعرابي بغنمه، حتى ألجأها إلى بعض المدينة، ثم مشى إلى

⦗٧٣٩⦘
النبي صَلى الله عَليه وسَلم حتى ضرب عليه بابه، فلما صلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال: أين الأعرابي صاحب الغنم؟ فقام الأعرابي، فقال له النبي صَلى الله عَليه وسَلم: حدث الناس بما سمعت وما رأيت، فحدث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب وسمع منه، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم عند ذلك: صدق، آيات تكون قبل الساعة، والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله، فيخبره نعله، أو سوطه، أو عصاه، بما أحدث أهله بعده» (¬١).
- وفي رواية: «بينما رجل من أسلم في غنيمة له، يهش عليها، في بيداء ذي الحليفة، إذ عدا عليه ذِئب، فانتزع شاة من غنمه، فجهجأه الرجل فرماه بالحجارة، حتى استنقذ منه شاته، ثم إن الذئب أقبل حتى أقعى مستذفرا بذنبه، مقابل الرجل»، فذكره نحو حديث شعيب بن أبي حمزة.
أخرجه أحمد (١١٨٦٣) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، قال: حدثني عبد الله بن أبي حسين. وفي ٣/ ٨٩ (١١٨٦٦) قال: حدثنا أَبو النضر، قال: حدثنا عبد الحميد.
كلاهما (عبد الله، وعبد الحميد بن بَهرام) عن شهر بن حوشب، فذكره (¬٢).
---------------
(¬١) لفظ (١١٨٦٣).
(¬٢) المسند الجامع (٤٧٣٤)، وأطراف المسند (٨٢٥٦)، ومَجمَع الزوائد ٨/ ٢٩١.
والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (٢٩٤٤)، والبيهقي في «دلائل النبوة» ٦/ ٤٢ و ٤٣.

الصفحة 738