كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 28)

قال: فيقولون: ربنا، قد أخرجنا من أمرتنا، فلم يبق في النار أحد فيه خير، قال: ثم يقول الله: شفعت الملائكة، وشفعت الأنبياء، وشفع المؤمنون، وبقي أرحم الراحمين، قال: فيقبض قبضة من النار، أو قال: قبضتين، ناس لم يعملوا لله خيرًا قط، قد احترقوا حتى صاروا حمما، قال: فيؤتى بهم إلى ماء، يقال له: ماء الحياة، فيصب عليهم، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ، في أعناقهم الخاتم: عتقاء الله، قال: فيقال لهم: ادخلوا الجنة، فما تمنيتم، أو رأيتم، من شيء، فهو لكم، قال: فيقولون: ربنا، أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين، قال: فيقول: فإن لكم عندي أفضل من هذا، قال: فيقولون: ربنا، وما أفضل من ذلك؟ قال: فيقول: رضائي عليكم، فلا أسخط عليكم أبدا» (¬١).
- وفي رواية: «أن ناسا في زمن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: نعم، قال: هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة، صحوا ليس معها سحاب؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، صحوا ليس فيها سحاب؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: ما تضارون في رؤية الله، تبارك وتعالى، يوم القيامة، إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: ليتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه، من الأصنام والأنصاب، إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر، وغبر أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله، فيقال: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا

⦗٧٥٥⦘
ولد، فماذا تبغون؟ قالوا: عطشنا يا ربنا، فاسقنا، فيشار إليهم: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار، ثم يدعى النصارى، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فيقولون: عطشنا يا ربنا فاسقنا،
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١١٩٢٠).

الصفحة 754