كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 28)

وكان أَبو سعيد الخُدْري يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث، فاقرؤوا إن شئتم: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
فيقول الله، عز وجل: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرًا قط، قد عادوا حمما، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة، يقال له: نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل، ألا ترونها تكون إلى الحجر، أو إلى الشجر، ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر، وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض؟ فقالوا: يا رسول الله، كأنك كنت ترعى بالبادية، قال: فيخرجون كاللؤلؤ، في رقابهم الخواتم، يعرفهم أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الله، الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه، ثم يقول: ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين، فيقول: لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون: يا ربنا، أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا» (¬١).
أخرجه عبد الرزاق (٢٠٨٥٧) قال: أخبرنا معمر. و «أحمد» ٣/ ١٦ (١١١٤٤) قال: حدثنا رِبعي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن إسحاق. وفي ٣/ ٩٤ (١١٩٢٠) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. و «البخاري» ٦/ ٤٤ (٤٥٨١) قال: حدثني محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا أَبو عمر، حفص بن ميسرة. وفي ٦/ ١٥٩ (٤٩١٩) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال.
---------------
(¬١) اللفظ لمسلم (٣٧٣).
وفي ٩/ ١٢٩ (٧٤٣٩) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي

⦗٧٥٧⦘
هلال. و «مسلم» ١/ ١١٤ (٣٧٣) قال: حدثني سويد بن سعيد، قال: حدثني حفص بن ميسرة. وفي ١/ ١١٧ (٣٧٤) قال: قرأت على عيسى بن حماد، زغبة المصري، هذا الحديث في الشفاعة، وقلت له: أحدث بهذا الحديث عنك، أنك سمعت من الليث بن سعد؟ فقال: نعم، قلت لعيسى بن حماد: أخبركم الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال. وفي (٣٧٥) قال: وحدثناه أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا هشام بن سعد. و «ابن ماجة» (٦٠) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. و «التِّرمِذي» (٢٥٩٨) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. و «النَّسَائي» ٨/ ١١٢ قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. و «ابن حِبَّان» (٧٣٧٧) قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا عيسى بن حماد، قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هلال.
خمستهم (مَعمَر بن راشد، وعبد الرَّحمَن بن إسحاق، وحفص بن ميسرة، وسعيد بن أبي هلال، وهشام بن سعد) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره (¬١).
- في رواية عيسى بن حماد: «قال أَبو سعيد: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة، وأحد من السيف».
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
---------------
(¬١) المسند الجامع (٤٧٥٢)، وتحفة الأشراف (٤١٧٢ و ٤١٧٨ و ٤١٧٩ و ٤١٨١)، وأطراف المسند (٨٣٤٤).
والحديث؛ أخرجه الطيالسي (٢٢٩٣)، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (٤٥٧ و ٤٥٨ و ٦٣٤ و ٦٣٥)، وابن خزيمة في «التوحيد» (٢٢٤ و ٢٤٦: ٢٤٨ و ٤٣٠ و ٤٦٤: ٤٦٦)، وأَبو عَوانة (٤٣٠: ٤٣٣ و ٤٤٩)، والبغوي (٤٣٤٨).

الصفحة 756