كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 28)

١٣١٤٤ - عن سعيد بن المُسَيب، عن أبي سعيد الخُدْري، وأبي هريرة، أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال:
«إن آخر رجلين يخرجان من النار، يقول الله لأحدهما: يا ابن آدم، ما أعددت لهذا اليوم، هل عملت خيرًا قط، هل رجوتني؟ فيقول: لا، أي رب، فيؤمر به إلى النار، فهو أشد أهل النار حسرة، ويقول للآخر: يا ابن آدم، ماذا أعددت لهذا اليوم، هل عملت خيرًا قط، أو رجوتني؟ فيقول: لا، يا رب، إلا أني كنت أرجوك، قال: فيرفع له شجرة، فيقول: أي رب، أقرني تحت هذه الشجرة، فأستظل بظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، فيقره تحتها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، وأغدق ماء، فيقول: أي رب، أقرني تحتها، لا أسألك غيرها، فأستظل بظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: أي رب، هذه لا أسألك غيرها، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، فيقره تحتها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة، هي أحسن من الأولتين، وأغدق ماء، فيقول: أي رب، هذه أقرني تحتها، فيدنيه منها، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، فيسمع أصوات أهل الجنة، فلم يتمالك، فيقول: أي رب الجنة، أي رب أدخلني الجنة، فيقول الله، عز وجل: سل وتمنه، فيسأله ويتمنى بمقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا، ويلقنه الله ما لا علم له به، فيسأل ويتمنى، فإذا فرغ، قال: لك ما سألت».
قال أَبو سعيد: ومثله معه، وقال أَبو هريرة، وعشرة أمثاله معه، قال أحدهما لصاحبه: حدث بما سمعت، وأحدث بما سمعت (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١١٧٣١).

الصفحة 764