كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 28)

- وفي رواية: «آخر من يخرج من النار رجلان، يقول الله لأحدهما: يا ابن آدم، ما أعددت لهذا اليوم، هل عملت خيرا، أو رجوتني؟ فيقول: لا، يا رب، فيؤمر به إلى النار، وهو أشد أهل النار حسرة، ويقول للآخر: يا ابن آدم، ما أعددت لهذا اليوم، هل عملت خيرا، أو رجوتني؟ فيقول: نعم، يا رب، قد كنت أرجو إذ أخرجتني أن لا تعيدني فيها أبدا، فترفع له شجرة، فيقول: أي رب، أقرني تحت هذه الشجرة، فأستظل بظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، فيدنيه منها، ثم ترفع له شجرة، هي أحسن من الأولى، وأغدق ماء، فيقول: أي رب، هذه لا أسألك غيرها، أقرني تحتها، فأستظل بظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: أي رب، هذه لا أسألك غيرها، فيقره تحتها ويعاهده أن لا يسأله غيرها، ثم ترفع له شجرة، عند باب الجنة، هي أحسن من الأوليين، وأغدق ماء، فيقول: أي رب، لا أسألك غيرها، فأقرني تحتها، فأستظل بظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيقول: ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: أي رب، هذه لا أسألك غيرها، فيقره تحتها، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، فيسمع أصوات أهل الجنة، فلا يتمالك، فيقول: أي رب، أدخلني الجنة، فيقول، تبارك وتعالى: سل وتمن، فيسأل ويتمنى، فيلقنه الله ما لا علم له به، فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا، فيقول: ابن آدم، لك ما سألت».
قال أَبو سعيد الخُدْري: ومثله معه، قال أَبو هريرة: وعشرة أمثاله معه، ثم قال أحدهما لصاحبه: حدث بما سمعت، وأحدث بما سمعت (¬١).
أخرجه أحمد (١١٦٩٠) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي ٣/ ٧٤ (١١٧٣١) قال: حدثنا عفان. و «عَبد بن حُميد» (٩٩٢) قال: حدثنا الحسن بن موسى.

⦗٧٦٦⦘
كلاهما (حسن، وعفان بن مسلم) عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المُسَيب، فذكره (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١١٦٩٠).
(¬٢) المسند الجامع (٤٧٦٠)، وأطراف المسند (٨٢٤٣)، ومَجمَع الزوائد ١٠/ ٤٠٠.
والحديث؛ أخرجه البزار (٧٨٤٩)، وابن خزيمة في «التوحيد» (٤٨٨).

الصفحة 765