كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 28)

ذكر اختلاف محمد بن أبى الساج وإسحاق بن كنداجق والخطبة لخمارويه بالجزيرة
وفى سنة ثلاث وسبعين ومائتين فسدت الحال بين محمد بن أبى الساج واسحاق بن كنداجق «1» ، وكانا قبل ذلك متّفقين بالجزيرة.
وسبب ذلك أنّ ابن أبى السّاج نافس إسحاق فى الأعمال وأراد التقدّم، فامتنع إسحاق عليه، فكاتب محمّد بن أبى الساج خمارويه وانضمّ إليه، وخطب له بأعماله، وهى قنّسرين، وسير ولده ديوذاد «2» إلى خمارويه رهينة، فأرسل خمارويه إلى الشّام، واجتمع هو وابن السّاج ببالس «3» .
وعبر ابن أبى السّاج الفرات إلى الرّقّة فلقيه إسحاق، وكان بينهما حرب انجلت عن انهزام إسحاق، واستولى ابن أبى الساج على ما كان معه. وعبر خمارويه الفرات ونزل الرّافقة «4» ، وانهزم إسحاق إلى قلعة ماردين «5» ، فحصره ابن أبى السّاج بها، وسار عنها إلى سنجار «6» ، وأوقع بطائفة من

الصفحة 26