كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

قال صاحب "الأفعال" يقال: نهكته الحمى بالكسر نهكًا: أثرت فيه، وكذلك العبادة (¬1). والتأثير غير الاستئصال.
وقوله: ("وأعفوا") قال الجوهري: عفا الشعر و (النبت) (¬2) وغيرهما: كثر.
وذكر الآية: {حَتَّى عَفَوْا} أي: كثروا. قال: وعفوته أنا وأعفيته أيضًا لغتان إذا فعلت ذلك به (¬3). فعلى هذا يقرأ: "واعفوا" موصولاً ومقطوعًا، وبالقطع قرأناه.
و ("اللحى") جمع لحية بكسر اللام مقصور. وقال الجوهري: وبضم اللام يريد من لُحى مثل ذروة وذرى (¬4).
فصل:
وعلة توفير اللحية أن فيه جمالًا للوجه وزينة للرجال، وجاء في بعض الخبر: إن الله تعالى زين بني آدم باللحى. ولأن الغرض بذلك مخالفة الأعاجم، وهذا ما لم يخرج بطولها عن الحد المعتاد فيقضي لصاحبها إلى أن يسخر به.
وسلف أن معنى: "أحفوا الشارب" قصها، وأن حلقها منهي عنه، هذا مذهب أهل المدينة وأكثر العلماء، وهو مروي عن جمهور الصحابة -رضي الله عنهم -.
وقال أبو حنيفة رحمه الله: هو مستحب.
¬__________
(¬1) "الأفعال" ص264.
(¬2) في (ص2): (النبت).
(¬3) "الصحاح" 6/ 2433. مادة: (عفا).
(¬4) "الصحاح" 6/ 2480. مادة: (لحي).

الصفحة 115