كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

في النساء وهو مستحب في الرجال، ولا يمنع أحد أن تكون كفه ممتلئة لحمًا شديد الرطوبة غير خشنة، فلا تعارض بينهما، ولو صح تأويل من جعل الشثن الخشن لأمكن الجمع؛ لأنها خشنة باعتبار المهنة.
قالت عائشة - رضي الله عنها -: كان - عليه السلام - في مهنة أهله يرقع الثوب ويخصف النعل (¬1). وفي حديث آخر: ويحلب الشاء.
وإذا كان - عليه السلام - يعمل بيديه حدثت له الخشونة، وإذا ترك ذلك عاد إلى أصل جبلته سريعًا وهي لين الكف، فأخبر أنس عن كلتا الحالتين، فلا تعارض في ذلك لو كان التأويل كما قال الأصمعي، وتأويل الجماعة مغن عن هذا التخريج.
وقال في "الصحاح" الشثن بالتحريك مصدر، شثنت كفه بالكسر. أي: خشنت وغلظت (¬2) وهو بالثاء المثلثة، قال: يقول: رجل شثن الأصابع بالتسكين ونحوه.
قال ابن التين: ولم يساعد الجوهري عليه.
وقال ابن جرير: إنه غلظها في خشونة.
فصل:
(قوله) (¬3) في حديث ابن عباس: (مخطوم بخلبة) قال صاحب "العين": هي حبل من ليف (¬4).
¬__________
(¬1) رواه ابن حبان 21/ 490، من حديث عروة عن عائشة، وعزاه العراقي في "تخريج الإحياء" 1/ 609 لأحمد من حديث عائشة، وقال: رجاله رجال الصحيح.
(¬2) "الصحاح" 5/ 2142 مادة: (شثن).
(¬3) من (ص2).
(¬4) "العين" 4/ 270.

الصفحة 144