كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

قال سحيم عبد بني الحسحاس (¬1):
أشارت بمدراها وقالت لتربها ... أعبد بني الحسحاس يزجي القوافيا
وعبارة ابن التين، وهي عبارة الجوهري المدرى: القرن، وكذلك المدراة، وربما تصلح بها الماشطة قرون النساء وهي كالمسلة تكون معها يقال: تدرت المرأة: سرحت شعرها (¬2).
وعبارة الداودي: المدرى المشط له الأسنان اليسيرة، وعبارة غيره: أنه شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل (سن من) (¬3) أسنان المشط وأطول منه يسرح به الشعر الملبد ويستعمله من لا مشط له، وترجم البخاري الباب للامتشاط وهو سنة.
وفي أبي داود: كان - عليه السلام - ينهى عن كثير من الإرفاه (¬4) (¬5) ويأمر بالامتشاط غبًّا (¬6)، وفيه أيضًا: "من كان له شعر فليكرمه" (¬7).
¬__________
(¬1) هو عبد حبشي اشتراه بنو الحسحاس، وهم بطن من بني أسد، وهو شاعر مخضرم، أسلم، وهو مجيد عرف بغزله الصريح وتشبيبه ببنات أسياده، وقد تمثل النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض من شعره:
كفى بالشيب والإسلام للمرء ناهيا
وقد مات قتيلًا في زمن عمر بن الخطاب، وقيل: زمن عثمان.
انظر: "خزانة الأدب" 2/ 102 - 105.
(¬2) "الصحاح" 6/ 2335.
(¬3) من (ص2).
(¬4) ورد بهامش الأصل: (الإرفاه): كثرة التدهن والتنعم، وقيل: التوسع في المطعم والمشرب؛ لأنه من زي العجم وأرباب الدنيا.
(¬5) "سنن أبي داود" (4160).
(¬6) "سنن أبي داود" (4159).
(¬7) المصدر السابق (4163).
وصححه الألباني في "الصحيحة" (500).

الصفحة 161