كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

وروى ابن المبارك عن كهمس بن الحسن، عن ابن بريدة، عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإرفاه، قلت لابن بريدة: ما الإرفاه، قال: الترجيل كل يوم (¬1).
وروى ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة قال: ذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا عنده الدنيا، فقال: "إن البذاذة (¬2) من الإيمان" (¬3) والمراد بهذا الحديث -والله أعلم- بعض الأوقات، ولم يأمر بلزوم البذاذة في جميع الأحوال لتتفق الأحاديث.
وقد أمر الله تعالى بأخذ الزينة عند كل مسجد، وأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - باتخاذ الطيب وحسن الهيئة واللباس في (الجمع) (¬4) والأعياد وما شاكل ذلك من المحافل.
¬__________
(¬1) رواه النسائي 8/ 185، وفي "الكبرى" 5/ 411 (9319) عن ابن علية، عن الجريري عن ابن بريدة أن رجلاً .. فذكره.
(¬2) ورد بهامش الأصل ما نصه: البذاذة جاء تفسيرها في الحديث بالتقحل وقال ابن الأثير. رثاثة الهيئة إلى أن قال أراد التواضع في اللباس وترك التبجح به.
(¬3) رواه أبو داود (4161)، والبيهقي في "الشعب" 5/ 227.
(¬4) من (ص2).

الصفحة 164