كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

فصل:
روينا في "الجعديات": أنا زهير عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمشي في نعل واحد حتى يصلح شسعه، و (لا يمشي) (¬1) في الخف الواحد" (¬2).
وأما ما رواه ابن شاهين في "ناسخه" من حديث جبارة بن المغلس ثنا مندل -يعني: ابن علي- عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ربما انقطع شسع نعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمشي في نعل واحدة حتى يصلحها أو تصلح له (¬3)، فواهٍ لا يعارضه.
وفي "علل الترمذي" من حديث ليث، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه (عن عائشة رضي عنها قالت: ربما مشى النبي - صلى الله عليه وسلم - في نعل واحدة. وروى ابن عُلية والثوري عن عبد الرحمن عن أبيه) (¬4) عنها أنها مشت في خف واحد. قال الترمذي: سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن عائشة موقوف (¬5).
¬__________
(¬1) كُتِب في صلب الأصل فوق هذِه الكلمة: كذا.
قلت: جادَّةُ الرَّسْم كتابتها بلا ياء، ويخرج ما في الأصل على وجهين:
الأول: أنها مشبعة، فالمضارع هنا مبنيٌّ على حذف حرف العلة، فكسرت الشين، فنشأ عنها الياء، وعليه فياء العلة زائدة، وشاهده قول أبي عمرو بن العلاء منشدًا: .. لم تهجو ولم تدع.
الآخر: أنها تعامل معاملة الفعل الصحيح، على لغة بعض العرب.
انظر: "أمالي ابن الشجري" 1/ 128 - 129، "الإنصاف" لابن الأنباري 1/ 23 - 30.
(¬2) "مسند ابن الجعد" ص 384 (2630).
(¬3) "ناسخ الحديث ومنسوخه" ص 402.
(¬4) من الأصل.
(¬5) "علل الترمذي" 2/ 746.

الصفحة 42