كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

43 - باب الجُلُوسِ عَلَى الحَصِيرِ وَنَحْوِهِ
5861 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَيُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ حَتَّى كَثُرُوا، فَأَقْبَلَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ». [انظر: 729، 1970 - مسلم: 782، 761 - فتح 10/ 314]
ذكر فيه حديث عائشة: - رضي الله عنها - أَنه - عليه السلام - كَانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي، وَيَبْسُطُهُ بِالنَهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ، الحديث، وقد سلف (¬1).
وفيه: تواضعه ورضاه باليسير، وجلوسه على الحصير، وصلاته عليها ليسن ذلك لأمته. ومعنى: (يحتجر) يتخذ.
وقوله فيه: (فجعل الناس يثوبون إليه) أي: يرجعون ويجيئون.
¬__________
(¬1) سلف برقم (729) كتاب: الأذان، باب: إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط أو سترة.

الصفحة 48