كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

103 - باب قَوْلِ الرَّجُلِ: فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي
(فِيهِ الزُّبَيْرُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -) (¬1). [انظر: 3720]
6184 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُفَدِّي أَحَدًا غَيْرَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «ارْمِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي». أَظُنُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ. [انظر: 2905 - مسلم: 2411 -
فتح 10/ 568]
ذكر فيه حديث عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: مَا سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُفَدِّي أَحَدًا غَيْرَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "ارْمِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي". أَظُنُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ.
حديث الزبير في يوم الخندق. وقال له - عليه السلام -: " (احمل) (¬2) فداك أبي وأمي" (¬3) قد سلف معنى تقدمة الرجل لأخيه في الجهاد.
ولا تعارض بين الحديثين كأن عليًّا - رضي الله عنه - لم يسمعه يفدي غير سعد ولم يسمعه يفدي الزبير، وسمعه الزبير فأخبر كل بما سمع. وقال قوم: لا يجوز تفدية الرجل الرجل بنفسه ولا بأبويه. وزعموا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربما فدى بأبويه لأمر. وروي عن عمر - رضي الله عنه - أن رجلاً قال لآخر: جعلني الله فداك. قال: إذًا يهينك الله. ويرده فداء الصديق بآبائه وأمهاته رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبي طلحة بنفسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم ينكر عليهما، كما يأتي بعد. وفداؤك بالمد وكسر الفاء والقصر وفتحها: وأصلها: التفادي، وهو أن تفدي الناس بعضهم ببعض كأنه يجعل نفسه فداءً لصاحبه.
¬__________
(¬1) ليس في الأصل والمثبت من "اليونينية" 8/ 42.
(¬2) من (ص2).
(¬3) سلف برقم (3720)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب الزبير، ورواه مسلم (2416)، كتاب: "فضائل الصحابة" باب: من فضائل طلحة والزبير.

الصفحة 605