كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

105 - باب أَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ تعالى
6186 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلاَمٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقُلْنَا: لاَ نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلاَ كَرَامَةَ. فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «سَمِّ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ». [انظر: 3114 - مسلم: 2133 - فتح 10/ 570]
ذكر فيه حديث محمد بن المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ القَاسِمَ، فَقُلْنَا: لَا نَكْنِيكَ أَبَا القَاسِمِ وَلَا كَرَامَةَ. فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "سَمِّ ابنكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ".
يريد أنه - عليه السلام - لا يأمر إلا بأحب الأسماء إلى الله. وروى أبو داود من حديث عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أحب الأسماء إلى الله عبد الله، وعبد الرحمن" (¬1).
(وهذا طبق الترجمة) (¬2)، وفي لفظ بدله: "وهمام" (¬3)؛ لأنه ما ليس أحد إلا وهو عبد الله. وهو يهتم بأمر رشد أو غي. وعن عوف، عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن". وجاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: يصفِّي الرجل للمرء ود أخيه المسلم أن يدعوه بأحب الأسماء إليه، ويوسع له في المجلس ويسلم عليه إذا لقيه، وإذا قال له: يا فلان وكناه فقد أكرمه وألطف له في القول، وذلك مما يثبت المودة (¬4). وروى ابن لهيعة عن أبي قتيل، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا: "تكنوا، فإنه أكرم للمكنى والمكني".
¬__________
(¬1) "سنن أبي داود" (4949).
(¬2) من (ص2).
(¬3) رواه أبو داود (4950)، وأحمد 4/ 345 بلفظ: "أحب الأسماء إليِّ الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها الحارث وهمام".
(¬4) رواه عبد الرزاق في "جامع معمر" 11/ 44 (19865).

الصفحة 607